كتب: مدحت عويضة
أشعر بسعادة كبيرة لدعوة مصر للحوار الوطني لكل المصريين ماعدا الذين تلطخت أياديهم بالدماء.
ولدي أمل كبير أن تكون الدعوة بداية لعودة تحالف 30 يونيه من جديد فهناك أصوات مصرية وطنية مخلصة نفتقدها وبشدة وتحتاجها مصر هذه الأيام.
ولدي أمل كبير أن ينهي الحوار الوطني مرحلة الأبيض والأسود التي يعيشها المصريين منذ 2014 وحتي الآن.
ففي مرحلة الأبيض والأسود لدينا إعلاميين ومفكرين مصريين يساندون الرئيس السيسي والحكومة المصرية.
يعشقهم كثير من المصريين ويعتبرونهم وطنيون مخلصون لمصر وشعبها.
بينما يكرههم فريق أخر ويصفهم بالمطبلاتية.
والحقيقة الإعلام المساند لأي نظام حكم موجود في كل الدول الديمقراطية فكل حزب لديه ترسانته الإعلامية التي تنشر أفكاره وتساعده للوصول للحكم.
وعند وصول الحزب للحكم تتحول مهمة هذه الترسانة الإعلامية للدفاع عن الحزب والتركيز علي كل ما تقوم به الحكومة وتتصدي للمعارضة وأفكارها وتلمع الحكومة في عيون الشعب وتعمل علي الحفاظ علي شعبية الحكومة وعدم تأكل نسبة المؤيدين لها بل محاولة زيادة شعبيتها.
وهذا شئ طبيعي وعلي هذا الإعلام أن يستمر في رسالته لدعم الرئيس السيسي والحكومة المصرية.
كما يوجد إعلام أخر يتبع المعارضة ومهمته هو تقطيع الحكومة وتشوية كل إنجازاتها التي تقوم بها
وتوجيه الإتهامات المستمرة للحكومة والرد علي الإعلام الحكومى في طريقة تقييمه لأداء الحكومة.
والتركيز علي أخطاء الحكومة ومحاولة تكبيرها وتوصيلها للشعب.
فمهمة هذا الإعلام هو التأثير علي شعبية الحكومة والعمل علي تناقصها حتي مع نهاية فترتها يتحقق أمل المعارضة في الإطاحة بالحكومة والوصول للحكم.
ويوجد إعلام وأصوات غير مسيسة نهائيا تقول رأيها في جانب تخصصها بغض النظر عن ما إذا كانت الحكومة يمين أو يسار أو وسط.
فهو يقول رأيه المهني في قرارات حكومية تهم المواطن وتقع في نطاق تخصصة.
فالطبيب يتكلم في الطب والمهندس في الهندسة وخبير الضرائب في قوانين الضرائب والمدرس فيما يخص التعليم.
وهناك محليين سياسيين محايدين يقولوا رأيهم فيما يخص كل ما هو سياسي.
ولكن للأسف ولدت لدينا في مصر منذ سنة 2014 للآن مرحلة من وجهة نظري هي مرحلة ” الأبيض والأسود”.
فلم يعد لدينا غير الإعلام المساند لنظام الحكم المصري ويقابله إعلام الإخوان.
الإعلام الأول يساند ويعضد الحكومة والإعلام الثاني يعارض.
يبالغ الإعلام الأول في المساندة بعض الشئ وهذا محسوس وملموس لدينا جميعا.
أما الجانب الثاني فالحقيقة أنه قد تخطي كل الخطوط المتعارف عليها في إعلام المعارضة.
أمتلئ بالكذب والتلفيق والخداع والتأليف كما أنه دأب علي التحريض ونشر الكراهية متجاوزا كل مواثيق الإعلام.
وللأسف المصريين منقسمون ما بين إعلام مساند للدولة وإعلام الإخوان المضللين.
ويبنون أرائهم علي ما يشاهدونه ويسمعونه.
وهذا نتيجة لغياب الإعلام الثالث أو إعلام الضمير وهو تلك الإعلام الذي لا ينتمي لهذا ولا ذاك وليس له مصلحة مع أي طرف ولكن يهمه المصلحة الوطنية.
فيصفق مع الإنجازات ويبارك القرارات التي يراها صائبة.
وينتقد الحكومة ويفند أخطائها ويطرح بديلا أو بدائل أو يقترح تعديلا
هذا الإعلام أختفي فلا وجود له بين إعلام التضليل ولا الإعلام السنيد؟؟.
لذلك أصبخ الرأي العام في مصر لا أبيض لا أسود.
فأنت لو تكلمت بكلمه وانتقدت وزير تبقي إرهابي وعميل وإخواني حتي لو مسيحي.
ولو أمتدحت الدولة في شئ تبقي سيساوي إنقلابي.
لذلك أتمني أن يكون الحوار الوطني هو نهاية هذه المرحلة وأن يفتح الباب للمثقفين المصريين الذين لم يدعوا يوما للكراهية ولا للعنف بالمشاركة.
ويسمح لهم بكتابة مقالاتهم والظهور في الإعلام وإبداء أرائهم وطرح أفكارهم.
ويسمح للكل بالنقد البناء الذي يهدف لمصلحة الوطن.
وأن نودع هذه المرحلة التي قد نكون أجبرنا عليها نظرا لغياب الأمن وانتشار الإرهاب.
أما الآن فمصر في أمان والدولة تبسط نفوذها وتضرب بيد من حديد علي كل من يعبث بأمن الوطن.
كما أن لمصر مكانة دولية مرموقة بفضل السياسة الخارجية التي أعتبرها أنجح الوزارات المصرية في هذه المرحلة.
فلنفتح الباب للحوار الوطني ولنفتح قلوبنا لبعضنا البعض
لنتناقش ونتحاور فيما يخص بلدنا, علي أرضية مصرية وطنية هدفها مصلحة مصر وشعبها