«أتحدث بصعوبة، لا أستطيع أن أتنفس بطريقة طبيعية، هناك خطأ طبى ألحق بى الأذى عندما أردت تعديل اعوجاج فى أنفي..
أنفقت كل ما أملك من أموال لعودته إلى وضعه الطبيعي، لكن بلا أمل، تهرب منى الطبيب، واستولى على أموالى، وخدعنى زاعما أن الخطأ يستطيع إصلاحه..
أنا الآن لا أخرج من بيتي، بعد أن كنت مديرة علاقات لإحدى أكبر شركات المقاولات فى مصر، تشوه وجهى وخسرت مالي..
وليس أمامى سوى مقاضاة هذا الطبيب .
أتفهم جيدا حرصك على السرية، ورغبتك فى عدم نشر تفاصيل أكثر عن حالتك ، وأعلم مدى الألم الذى تعيشينه وحدك وأدرك أن لجوءك لعملية تجميل جاء نتيجة سخرية بعض من زملائك من اعوجاج أنفك وليس ترفا كما يفعل البعض من المشاهير ..
لذلك أطلب منك ومن ضحايا عمليات التجميل الذين كثروا هذه الأيام والأطباء كذلك قراءة هذه الروشتة القانونية جيدا قبل اتخاذ قرار لاعودة فيه..
المستشار أحمد بدوى المحامى المعروف وصاحب ومقدم برنامج معاك فى الغربة يشرح الجانب القانونى لعمليات التجميل من حيث حق المريض والتزامات الطبيب.
نظراً للطبيعة الخاصة لجراحة التجميل فإن القضاء قد تشدد بصدد المسئولية الطبية فى هذا المجال، فجراحة التجميل لا تمارس لأهداف علاجية لذلك فإن مسئولية الطبيب والجراح تفوق مسئولية الطبيب المتخصص فى الأمراض الأخرى، ويتحمل المسئولية المدنية فى تعويض الحالة وفقاً لقدر الضرر وحجمه بل ويحق للمريض أن يصلح الخطأ الجراحى لدى طبيب اخر وعلى نفقة الطبيب المخطئ بالإضافة الى التعويض المدنى عن الأضرار المادية والمعنوية التى لحقت بالمريض مع ملاحظة أنه ليس بالمريض ولكنه بعد الخطأ الجراحى الذى أصابه أصبح مريضاً حتى ولو معنوياً نتيجة ما لحق به.
ثانيا: يجب أن يتناسب التعويض مع حجم الأضرار و المخاطر المحتملة التى يمكن أن تحدث للمريض ويراعى أيضا فى تقدير التعويض شخص المصاب ومهنته فإذا كان المضرور مثلاً ممثلا أو مغنيا وله جمهوره وخطأ جراح التجميل أثر على شكله ومظهره وعزوف الناس عنه وكذلك أثر على مهنته فهنا حجم الضرر يكون أكبر من الشخص العادى.
ثالثا: جراحات التجميل يجب أن تجرى فى ظروف متأنية و يكون المريـض فى حالـــة تامة من اليقظة و التبصر و مما يسـتدعى شـروطاً خاصــة فى رضا المريض وأن يكون الطبيب على درجة كبيرة من التخصص فى إجراء العملية المطلوبة و أن يســتخدم طرقاً علميــة و تقنية عالية و على أرقى و أحدث مستوى متفق عليها لذا فإن القضاء يتشدد فى تحديد طبيعة الالتزام الطبى لجراح التجميل من جهـة و فى التزام الطبيب بإعـلام المريـض و الحصـول على رضاه من جهة أخرى.
رابعا: على الطبيب أن يمتنـع عن التدخـل إذا ما كامت هناك مخاطرة جادة للفشل و لم يتم تحذير المريض منها ، هذا بخلاف اذا كان جراح التجميل يجرى جراحة لتصحيح تشوه مثل الحروق والحوادث هنا هو ليس ملزماً بتحقيق نتيجة كاملة ولكنه ملزم ببذل العناية وحتى لو تحسنت حالة المصاب ولو تحسناً طفيفاً أو إن لم تتحسن فلا لوم على الطبيب.
خامسا: فى العمليات العادية يجب على المريض إثبــات أنه لم يتم إعلامه بأبعاد العملية و مخاطرها إلا أنه بالنسبة لعمليات التجميل يعفى المريض من هذا الإثبات ويتحمل الطبيب المسئولية بافتراض أنه قد وعد المريض بنتائج طيبة حتى يبرر تدخله .فإن أخل طبيب التجميل بذلك فإنه يتحمل عبء تعويض الحالة بقدر ما لحق بها من أضرار معنوية واجتماعية ومادية أيضا.
إذا نتج عن الخطأ الطبى أو إهمال أو تقصير وفاة المريض، يعاقب الطبيب بجناية القتل الخطأ طبقا لأحكام قانون العقوبات.