عاطف معتمد
وقع في يدي اليوم مقال تعريفي كتبته قبل عدة سنوات عن السياسي الروسي المسلم التتري، صاحب الحياة التراجيدية: كريم حكيموف.
اسمه بالكامل: كريم عبد الرؤوفـ(يتش) حكيمـــ (وف).
وهو أول سفير للاتحاد السوفيتي في السعودية.
ولد في عام 1892 في أوفا بمنطقة بشكيريا في جبال الأورال التي يتخذها الجغرافيون حدا فاصلا بين قارتي آسيا وأوروبا، وتبنى حكيموف في شبابه الفكر الثوري الشيوعي.
اختير حكيموف سفيرا إلى الحجاز وذلك حين كان الاتحاد السوفيتي هو أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع مملكة الحجاز ونجد في 1926والذي تطور إلى اعتراف كامل بالمملكة العربية السعودية في 1932.
يذهب المؤرخون الروس إلى أن حكيموف لعب دورا إيجابيا للغاية في بناء علاقات طيبة بين الاتحاد السوفيتي والعالم العربي.
عقد حكيموف علاقات وثيقة مع الأسرة الحاكمة في السعودية، وربطته بالملك عبد العزيز ابن سعود صداقة وطيدة. وكان لقبه هناك “الباشا الأحمر”.
وعمل بعدها في اليمن، وفي عام 1937 استدعت موسكو حكيموف للتحقيق، وتفيد التقارير التي ظهرت مؤخرا إلى أن الملك عبد العزيز ابن سعود حذره من العودة لموسكو وعرض عليه اللجوء السياسي في السعودية، لكن حكيموف رفض اللجوء وامتثل لطلب الاستدعاء.
وفي موسكو صدر عليه حكم الإعدام رميا بالرصاص في عام 1938 ضمن سنوات الرعب السياسي في عهد ستالين التي كان يتم فيها الإعدام لأية وشاية أو شكوك بشأن انتقاد ستالين والعمل على قلب نظام حكمه، وكانت التهمة “التنظيم لهدم النظام الثوري” ضمن أكثر من 130 متهما من الشخصيات السياسية السوفيتية آنذاك.
تذهب بعض المصادر إلى أنه كان لهذه الحادثة وقع درامتيكي على موقف السعوديين من الاتحاد السوفيتي، تفاقم إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.
ومن ثم فالعلاقات قطعت بين الطرفين في وقت سابق بكثير على تجربة أفغانستان، ولم تستعد الدولتان العلاقات إلا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، أي بعد 50 سنة تقريبا من إعدام حكيموف.الصورة المرفقة لحكيموف مرتديا الزي العربي في السعودية، وفي اول تعليق صورته بالملابس الإفرنجية مع زوجته خديجة وابنه شامل.