ليس من قبيل المبالغة فى شئ وأنما الحقيقة الخالصة أن شمس الأقصر فى فصل الصيف لهيب من نار جهنم وأن الشمس ليل نهار وأن المياه من الحنفية فى وقت الظهيرة تستطيع عمل كباية شاي بدون استخدام البوتوجاز
وأن الأسفلت فى الظهيرة عبارة عن نار لهيبة سوداء فى هذا الجو تأتي فاتورة الكهرباء لتزيد الطين بله وينتقل المواطن من نار الشمس إلى نار الكهرباء ليرقص بينهم طرباً وهو مذبوح من الألم وعلمت من بعض المتخصصين ان هناك كهرباء يتم توليدها من نار الشمس وأننا نستطيع أن نستغني بها عن فاتورة الكهرباء وبسعر زهيد ومن المصادفات الجميلة أن أكبرعلماء هذا التخصص من أبناء الأقصر
والذى قام بأنارة برلين من الطاقة الشمسية وحصل على جوائز عالمية وقد قرأت عنه فى اكثر من مقال للأستاذ انيس منصور متشدقاً بعلمه وخبرته فى هذا التخصص بوصفه مصري وعلى حد تفكيري المتواضع سألت نفسي لماذا لا يستخدم هذا اللهب من نار جهنم فى توليد الكهرباء ويتمتع المواطن الفقير بتشغيل المراوح ولا اقول التكييفات بسعر زهيد؟ ولم اجد اجابه لهذا السؤال الا ان هذا الصعيدي يتحكم فى مصيره نوعين من المسئولين مسئول رسمي او حكومي ومسئول شعبي وغالباً ما يكون القرار للمسئول الحكومي او الرسمي
وهنا الطامة الكبرى فهذا المسئول فضلاً على أنه يعيش فى فيلا مكيفة الهواء ومكتب مكيف الهواء وسيارة مكيفة الهواء ولا نبالغ اذا قلنا أن ملابسه الداخلية مكيفة الهواء الا ان هذا المسئول يعتنق فكر معين أن هذا الصعيدي لا يتأثر بالحرارة وانه يستطيع ان يلعب لعبة كرة اليد بقرص الشمس مع باقى محافظات الصعيد وجائزه البطولة قرص شمس لكل لاع بهذا الفكر شعرت به عندما كنت طالب فى المدينة الجامعية قبل ظهور الجامعات الأقليمية والتى يحلو لنا تسميتها (المدارس الأقليمية)والحقيقة غير ذلك فالصعيدي كائن حي له جهاز هضمي وجهاز تنفسي وجهاز عصبي ويتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة ويتكلم العربية ويدين بدين سماوي ويتعامل بالنقود ويتألم من فاتورة الكهرباء
وتذكرت ما قامت به (جمعية بروك للحيوان) فى الأقصر من عمل مظلات وأحواض شرب للحيوان في هذا الجو القائظ فما بالنا بهذا الكائن اما عن المسئول الشعبي فقد قلنا فى هذا الموقع بتاريخ٢٦/١٠/٢٠٢١أن بعض أعضاء مجلس الشعب (ولا أقول مجلس النواب لأنني اعتقد أن نائب الدائرة هو نائب عن مسطح جغرافي له مساحته وحدوده ولكن عضو مجلس الشعب هو نائب عن الشعب يشعر بآلامه وهمومه )
تكلم كلاهما بكل قوة وجرأة عما نعانيه من آلام فاتورة الكهرباء وقدمنا كل آيات الشكر والتبجيل والتقدير فى حينه ولكن للأسف (ثرثرة على النيل)مع الأعتذار للفيلم وبوصفي مواطن بسيط (اتقلب على جمر النار) بين حرارة الشمس وحرارة فاتورة الكهرباء اقترح أن يبحث المسئول الشعبي مع المسئول الحكومي ادخال الطاقة الشمسية للمواطن البسيط وبالنسبة للموارد الماليه اقترح فتح باب التبرعات تحت عنوان: (أطفئوا نار جهنم٠٠٠٠فالصعيدي يشعر ويتألم)
اقتراح رائع سعاده المستشار ولكن أين المسؤلين الذين ينفذون هذه المشاريع د.ميخائيل قديس الاقصرى