د.ماجد عزت إسرائيل
بعث صاحب القداسة البابا «تواضروس الثاني» بطريرك الإسكندرية وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم؛برسالة إلى الآباء المطارنة وأساقفة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بأوروبا بمناسبة تأسيس مجمع مقدس يضم الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في قارة أوروبا.
وهذه الكنائس هي الكنيسة الأرمنية، والكنيسة السريانية، والكنيسة القبطية.
ومن الجدير بالذكر أن الفترة ما بين (5-7 مايو 2022) شهدت جلسات تأسيس هذا المجمع المقدس بدير دير السيدة العذراء مريم والقديس موريس بهوكستر بألمانيا.
وقد رشح قداسته اثنين من الأساقفة الأقباط الأرثوذكس لهذا المجمع الجديد هما نيافة الحبر الجليل الأنبا «برنابا»أسقف تورينو وروما وضواحيها– إيطاليا؛ونيافة الحبر الجليل الأنبا «دميان» أسقف شمال ألمانيا وتوابعها ورئيس دير السيدة العذراء مريم والقديس موريس بهوكستر– ألمانيا.
وقد شارك في هذا المجمع العديد من الآباء المطارنة والأساقفة للكنائس الثلاثة المذكورة بعالية. وبارك هذا المجمع كل من صاحب القداسة الكاثوليكوس «كاريكين الثاني» رئيس الكنيسة الرسولية الأرمنية في جميع أنحاء العالم. وأيضًا صاحب القداسة «إغناطيوس أفرام الثاني» بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم.
وقد جاءت رسالة صاحب القداسة البابا «تواضروس الثاني» كرسالة تشجيعة لمطارنة وأساقفة الكنائس الأرثوذكسية بأوروبا من أجل الوحدة ما بين هذه الكنائس لمواجهة التحديات التي تسود العالم في ظل العولمة والحروب وفيروس كورونا وغيرها.
والآن عزيزي القارىء الكريم آتركك لمتابعة رسالة صاحب القداسة البابا «تواضروس الثاني» إلى مطارنة وأساقفة هذه الكنائس بعد ترجمتها عن اللغة الإنجليزية وهذا نصها:
“أصحاب السيادة، إخوتي الأعزاء؛
أرسل إليكم تحياتي باسم الآب وَالْاِبْن وَالرَّوْح القُدَسُ، إله واحِد، آمين!
أتابع عن كَثَب بفرح كبير اجتماعاتكم حول الشركة في السعي وراء حوار المحبة من أجل وحدة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في أوروبا.
وتعتبر مناقشاتكم الأخوية واجتماعاتكم لمواجهة تَحَدِّيَاتنَا المشتركة معًا، مهمة جدًا في عالم اليوم المضطرب. حيث يتعين علينا أن نقف معًا بصوت واحد لضمان أن يسود السلام.
لطالما واجهت كَنَائِسنَا الأرثوذكسية تحديات كل عصر. إن كنيسة المسيح، المخلصة للتقليد المقدس، في حوار دائم ومستمر من كل فترة من الزمن، حيث تتألم مع البشر وتشارك معاناتهم.لأن “يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.” (عب 13: 8).
إن محاكمات وتحديات التاريخ حادة بشكل خاص في أيامنا هذه، ولا يمكن للمسيحيين الأرثوذكس أن يظلوا غير مشاركين أو غير مبالين بها. ولهذا السبب فأنه من الأهمية أن نجتمع مَعًا “كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ،” (أع 2: 1). من أجل التفكير في المشاكل والإغراءات التي تواجه البشرية اليوم.
إن وَحَدَّتنَا كعائلة روحية واحدة تشهد لإنجيل ربنا يسوع المسيح وتقدم كلمات الإلهام والدعم المستمر، كوسيلة للتضامن مع أولئك الذين يتألمون.واِعتَقَدَ اليوم هناك حاجة ماسة، للتكاتَفَ معًا من أجل التغلب على أوقات اِلْمَحِنّ.
إنني على ثقة من أن اجتماعاتكم سوف تساعد في ترسيخ التزام جميع أتباع الكنائس الأرثوذكسة بتكثيف الصلاة والتعاون في خدمة الإنجيل والصالح الكامل لعائلتنا البشرية.
لأن عالم العولمة الذي نعيش فيه حاليًا يتطلب منا شهادة مشتركة للإنجيل وللكرامة التي وهبها الله لكل إنسان. دعونا نستمر في دعم بعضنا البعض في الصلاة،والبحث عن طرق يمكن من خلالها لكنائسنا الأرثوذكسية أن تجلب الأمل والبركة والفرح لبعضها البعض.
فقد ذكر القديس بولس قائلاً:”اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ.” (غلاطية 6: 2).
نطلب منكم أن تستمروا في الصلاة من أجلنا، ونحن نصلي من أجلكم باستمرار من الأرض المقدسة في مصر”.