د.ماجد عزت إسرائيل
الحياة الزوجية السعيدة، تشجع الأبناء والبنات وتعطيهم مثالًا طيبًا في الحياة الاجتماعية.
ومن هنا يبدأ تكوين الأسرة؛ التي تعد النواة الأولى للمجتمع. ويجب أن تهتم المجتمعات أو الكنيسة كل الاهتمام حتى توجد جيلًا روحيًا يخاف الرب ويعبده بالروح والحق.
ومن الجدير بالذكر أن بدأية هذا الاهتمام من فترة الخطوبة وما قبلها، حتى يتم التوافق بين اثنين روحيين، يتحملان مسئولية إنشاء بيت(أسرة) يسوده المحبة والسلام والهدوء.
وينبغي تعريف الزوجين الجديدين بطبيعة هذه الحياة الجديدة ومسئولياتها، لكي يسلكا فيها حسنًا.
وفي هذا السياق ألقى صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء الموافق(٢٩ بؤونة ١٧٣٨ش/٦ يوليو٢٠٢٢م) بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، بحضور لفيف من الآباء الأساقفة والكهنة والشعب.
وقد تناول صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني في عظته “مفهوم الاتحاد الزيجي” وكيف نبني أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الخامس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس، والذي يُقرأ في صلوات الإكليل (سر الزيجة المقدس)، وأشار إلى المفهوم الرابع للاتحاد الزيجي وهو الاتحاد الاجتماعي (النفسي)، من خلال عدة أساسيات:
١- لكل إنسان شخصية مستقلة قادرة على التطور، ويختلف تكوين الشخصية باختلاف عوامل عدة، منها: بيئة النشأة، التربية، الوراثة، الثقافة، الظروف الحياتية لكل أسرة نشأ فيها الطرفان، التعليم، درجة إشباع الاحتياجات، الماضي، المستقبل وأحلامهما
٢- مكانة الخطيب أو الخطيبة في أسرته وبين إخوته له أهمية كبيرة.
٣- أن تكون نظرة كليهما للزواج نظرة مقدسة.
٤- أننا نؤمن بشريعة الزوجة الواحدة والزوج الواحد.
٥- الوعي بأن هناك خطية تُدمر الزواج.
٦- العفة في الحواس والأفكار.
٧- الارتباط الدائم بالكنيسة، “اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ” (جامعة ٤: ٩).
٨- النمط الاستهلاكي، “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ” (رسالة أفسس ٥: ١٥)
٩- الإرهاق البدني في العمل.
١٠- أن يَحذر الخطيبان ما يقدمه الإعلام بدون هدف سليم.
١١- أن يحذر الخطيبان مفاهيم السحر، “إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي” (سفر المزامير ٢٣: ٤)
١٢- أن يحذر الخطيبان الإدمان، “اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ.” (أم ٢٧: ٧)
وأبرز صاحب القداسة القائمة التي يجب مراعاتها في النواحي الاجتماعية:
– حفظ التواريخ الهامة لدى الطرف الآخر.
– المال: الانفاق باعتدال والتدبير، واحذر البخل.
– الملابس تكون لائقة للمجتمع ولائقة للطرف الآخر.
– العمل: أحاديث العمل لها جزء من الوقت.
– الخدمة: المشاركة في الخدمة للخروج من الأنانية.
– المكالمات: تتكون من كلمات وقورة وبها كلمات استحسان للآخر واحترام وقته.
– الصور: الحرص في نشر الصور.
– المجاملات: المشاركة في كل مجاملة معًا.
– الحدود: حدود سليمة ومحترمة لكلا الطرفين.
– الزيارات: كلاهما يفعل ما يسر الآخر.
– الصداقة: هي قمة العلاقات الإنسانية غير الرسمية، وهي خالية من أي جنس.
ومن الجدير بالملاحظة، أن هذه السلسلة التعليمية تأتي اتساقًا مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة” الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة التي عقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية.