لا تنفك الدولة المصرية عن إصلاح كافة قطاعات الدولة برؤية متوازنة ، ولا سيما قطاعي الصحة والتعليم لما لهم أثر مباشر علي المواطن المصري .
تسلمت الدولة المصرية القطاع الصحي تحديدًا بمشاكل بالية من العقود القديمة ، وتحديات ناتجة عن سنوات من تأجيل الإصلاح مما كان له عواقب كارثية.
لا شك أن ذلك القطاع الحيوي يعانى من نقص الموارد المالية ويحتاج إلى إصلاح هيكلي إداري يعافيه من كل الأسقام البيروقراطية ولكن يبقى المورد البشرى أهم مورد لدى القطاع الصحي حتى الآن.
فالاستثمار في هذا المورد هو استثمار مستدام ، حتى لا يكون القطاع الصحي طاردًا للأطباء والكفاءات المصرية التي تتميز بكفاءة جراحية وطبية رغم قلة الإمكانات
وهو الذي يثقل الطبيب المصري بمهارات أكثر من نظيره الذي يعمل في بيئة وافرة الإمكانات.
لذا على القطاع الطبي في مصر الاستثمار في هذا المورد ، مما سيترتب عليه تعظيم الموارد المالية للقطاع الصحي بفضل زيادة الأداء الطبي ، وإصلاح الهيكل الادارى تباعًا.
فيكون الاستثمار في المورد البشرى بمثابة قارب النجاة الذي من خلاله يستطيع القطاع الصحي أن يغير من ثوبه القديم بنفسه، فما الفائدة من زيادة الموارد المالية والأجهزة المتقدمة في غياب الكفاءات أو غياب المورد البشرى الذي يستطيع إدارة باقي الموارد؟
لا يمكن اختزال الاستثمار المستدام في الموارد البشرية الطبية في مجرد دورات تدريبية معتادة ولكن يجب أن يكون هناك تهيئة نفسية لكل الطواقم الطبية وتشجيع على التفكير والأداء الطبي خارج الصندوق ، كما يجب تهيئة بيئة العمل بحيث تكون مناسبة لتلك الطواقم من أطباء وتمريض من الجهة الأمنية والللوجيستية
مما يضمن لهم بيئة عمل آدمية ، كما يجب عدم استنزاف تلك القوى البشرية في غير أماكنها ، على العكس لابد من وجود نظام يستطيع فرز الأطباء والتمريض ومساعدين الأطباء ، من ميولهم الجراحية والأكاديمية والإكلينيكية فيصبح في كل مستشفى مصرية جناح اكلينيكى وجناح أكاديمي وبحثي وجناح جراحي
فكثير من الأطباء لا يعلمون جيدًا مكانهم الصحيح بحيث يكونوا أكثر نفعًا ، كما لا يمكن قياس أداء الطبيب فقط بالتزامه في التوقيع في دفاتر الحضور والانصراف فقط ! فدور الطبيب أكبر من أن يكون فردًا إداريا يوقع حضور وانصراف فقط مما يعطيه إحساس زائف بالرضاء عن النفس
فلابد أن يستقى أفراد الطاقم الطبية إحساس الرضاء عن الذات والعمل بتقديم خدمة جيدة للمريض
بانجاز تحدى جراحي، بإنقاذ روح ! كما يجب توظيف تلك الطواقم في تخصصات التخصصات ، فكل تخصص أصبح يتفرع منه الكثير من التخصصات المنبثقة عنه
فهذا هو العالم الجديد ، فنجد تخصص العيون أو العظام مظلة لكثير من التخصصات الفرعية داخل التخصص الواحد وهو ما يثقل الطبيب ويزيد من براعته الطبية
إن المواطن المصري يستحق الرعاية الصحية الأفضل، لذا يستحق الطبيب المصري الظروف الأفضل لتغير شكل الرعاية في مصر بما يتناسق مع الجمهورية الجديدة.