نازك شوقي
واقعة غريبة، ربما تقف أمامها صامتًا، مستنكرًا تفاصيلها، وأسبابها، فإذا نظرت لها بعين الرحمة والإنسانية لا يمكن تصديق أن الأمر واقعي، بعدما خرجت الروائية غادة العبسي عن صمتها، مؤكدة أن زوجها رفع دعوى قضائية بفسخ عقد الزواج، متهما إياها بالغش والتدليس لإنجابها أطفالا «مشوهين» وغير أصحاء – على حد قولها – بسبب إنجابها ابنتها سدرة، من أصحاب متلازمة داون.
لم يفكر الزوج وفقًا لتصريحات الروائية، بابنته «سدرة» المتوفية، أو بالحالة النفسية التي تعاني منها الأم، التي لا حول لها ولا قوة، ليحاسبها على أمر لا يد لها فيه، وهو إنجاب طفلة من ذوي الهمم، بل المطالبة بمنع روايتها التي تحمل اسم ابنتها، وتعويضه ماديًا على ما أنفقه خلال ولادة الطفلة التي رحلت عن العالم بعد 28 يومًا.
وسردت الروائية غادة العبسي، تفاصيل مؤلمة عبر صفحتها على «فيس بوك»، مؤكدة أنّ زوجها رفع دعوى قضائية يطالب فيها بمنع روايتها سدرة ومصادرة النسخ وبتعويض مالي، وذلك بجانب الدعوى الأساسية وهي دعوى فسخ عقد زواج، يطالب فيها الزوج بفسخ عقد الزواج لادعائه إنجابها أطفالًا مشوهين وغير أصحاء، لولادتها ابنتها سدرة من الأطفال المصابين بمتلازمة داون، وتوفيت بعد 24 يوما من إنجابها.
وأكدت الروائية غادة العبسي، في تصريح أن زوجها استند في دعواه القضائية إلى فواتير المستشفى التي كانت محتجزة بها ابنتهما سدرة، والتي توفيت بعد 24 يوما فقط من ولادتها، زاعمة أنه ادعى حدوث ضرر مادي عليه، وأنها كانت تعلم بأنها ستلد طفلا مشوها، كما أنه طالب بمنع الرواية والحصول على تعويض مالي لاستخدامها اسم وذكر ابنتهما، وأنّ تلك الدعوى من شهر واحد، أي بعد عام من طرح الرواية.
لماذا اتجه الزوج لقضية فسخ عقد الزواج وليس الطلاق؟
وفي هذا الصدد، كشف أحمد عبد الرحيم المحامي، لـ«هُن» سبب اتجاه الزوج لرفع دعوى قضائية بفسخ العقد، ولم يتجه للطلاق، موضحًا أنه يحاول سلب حقوقها بالكامل.
وقال المحامي: «الدعوى دي بتترفع لما الزوج بيكتشف عيب خطير في زوجته، وقتها يعمل فسخ العقد عشان ميدفعش ولا نفقة ولا مؤخر ولا يكون ليها أي حق لأنه بيتهمها وقتها بالغش والتدليس، لكن الطلاق هيكون مُجبر يديها حقوقها».
العبسي: رواية سدرة هي عرفان لابنتي
الجدير بالذكر أن رواية سدرة طرحتها غادة العبسي في عام 2021، بعد عامين من وفاة ابنتها، إذ تفصح الرواية عن علاقتها بابنتها «روايتي بتتكلم عن علاقتي بـ سدرة وعلاقتي بالعالم بعد ما طرأت على حياتي وزينتها، الرواية عبارة عن جانب إنساني عميق جدًا، وراضية عن تجربتي، هي عرفان لبنتي».