عرفت بجمالها ولباقتها وقوة شخصيتها، وربما تلك الصفات الجميلة كانت سببًا كافيًا لإعجاب إمبراطور الحبشة بها، وتقديم طلب لعرض الزواج بها، إنها “جميلة توفيق” ابنة توفيق باشا أندراوس.
ولدت جميلة توفيق أندراوس عام 1930، وكانت الابنة الكبرى للسياسى الوفدى القبطى المعروف
توفيق باشا أندراوس، صديق الزعيم المصرى سعد زغلول، الذى توفى عام 1935.
بعد وفاة توفيق باشا أندراوس تولى أخوه يسى أندراوس، عمادة العائلة وأصبح مسؤولا مسؤولية
كاملة عن رعاية أولاد شقيقه وهم جميلة، جميل، لودى وصوفى.
فى حقبة زمنية عرفت بوجود توتر فى العلاقات بين الكنيسة المصرية والحبشية
نجح خلالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى إنهائها من خلال دعوة الإمبراطور الإثيوبى
هيلاسلاسى لحضور حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، ليحاول خلالها التقدم
لطلب ابنة أكبر عائلة مصرية فى ذلك الوقت.
بدأت القصة عندما قام «توفيق باشا» باستقبال سعد زغلول فى قصر شقيقه الملاصق
لقصره بمدينة الأقصر، ثم توطدت العلاقة بين يسى باشا أندراوس والإمبراطور هيلاسلاسى الأول
وتوجت بزيارة الإمبراطور إلى قصر العائلة، ثم طلب الإمبراطور مصاهرة العائلة فيما بعد.
لسوء الحظ قوبل طلب الإمبراطور هيلاسلاسى بالرفض من قبل جميلة، بسبب رغبتها
فى البقاء مع أشقائها بالأقصر وخوفها من الإقامة فى إثيوبيا.
يبدو أن فكرة العزوف عن الزواج لم تكن ملازمة لجميلة فقط، لكنها لازمت جميع أشقائها
حيث إن شقيقتيها لودى وصوفى ظلتا بدون زواج، كما لم يتزوج شقيقهم جميل
الذى كان أول الراحلين عن العائلة.
فى مكان يحيطه الغموض عاشت جميلة توفيق بقصرهم فى محافظة الأقصر
بعيدا عن الأضواء، مكتفية بإدارة أملاكها التى ورثتها مع شقيقاتها، حتى توفيت بمستشفى الأقصر الدولى
2011، بعد إصابتها بحمى، ودفنت بمقابر العائلة القريبة من معبد الكرنك شرق مدينة الأقصر.
فى عام 2013 لحق بها شقيقاتها لودى وصوفى بعد تعرضهما للقتل داخل قصرهما
ولم تتوصل الأجهزة الأمنية لمرتكبى الحادث حتى الآن، وقيدت الواقعة ضد مجهول.
كان الإمبراطور الإثيوبى هيلاسلاسى قد نصب ملكًا عام 1928، ثم إمبراطورًا عام 1930، وأقصى عن ملكه عام 1974 إثر ثورة شيوعية قادها منغستو هيلا مريام.