نازك شوقي
هناك فى محافظة المنيا عروس الصعيد خرج طه حسين من جديد ولكن هذه المرة ليس رجل أنما فتاة منياوية تدعى ميلودى ميلاد فلم تقف الإعاقة البصرية أمام تحقيق الحلم بل حولتها من محنة إلى منحة لتصبح أول معيدة بكلية الألسن جامعة المنيا من أصحاب الهمم.
تروي ميلودي ميلاد: «فقدت البصر وأنا عمري 15 عامًا.. في البداية تحولت حياتي إلى جحيم وبعدها تقدمت بأوراقي إلى مدرسة النور للمكفوفين لكي أقوم باستكمال دراستي التي وضعت فيها الأمل وأصبحت شعاع النور لي في الحياة».
وتحكي صاحبة الابتسامة الصافية: «استكملت دراستي داخل مدرسة النور للمكفوفين.. تفوقت في الثانوية العامة وحصلت على المركز الأول على الشهادة الثانوية ومن بعدها التقحت بكلية الألسن قسم لغة إيطالية حتى تفوقت خلال سنوات الدراسة الأربع، وأصبحت أول معيدة من أصحاب الهمم داخل كليات جامعة المنيا».
تعود «ميلودي» بالذاكرة إلى الوراء ثم تستكمل حديثها: «كنت باشوف عادي لحد 15 سنة وبسبب ارتفاع ضغط العين والعصب البصري فقدت البصر وبعدها تعلمت القراءة بطريقة برايل ودخلت مدرسة النور للمكفوفين وتعلمت بطريقة برايل بسرعة وفي الثانوية العامة كنت الأولى على مدرسة النور للمكفوفين وتم تكريمي من محافظ المنيا».
وتقول بنت المنيا «بعد إتمام مرحلة الثانوية العامة قررت أدخل كلية الألسن لأنني أحب اللغات.. اللغة الإيطالية كنت بحبها عشان خالي مقيم في إيطاليا وكان عندما يعود لمصر نتحدث سويا باللغة الإيطالية.. لغة بسيطة وسهلة».
وتحدثت ميلودي ميلاد عن علاقتها بوالديها فتقول: «بابا وماما كانوا دائما السند لي.. كانوا بيوفروا دائمًا ليا الوسائل اللي تساعد على النجاح لأني كنت بذاكر لوحدي لو كنت احتاج أروح مكان كانوا يرحوا معايا».
على مدار 4 سنوات خلال الدراسة بكلية الألسن بـ«جامعة المنيا» كانت والدة ميلودي تذهب معها إلى الكلية لأنها كانت رافضة إقامتها في السكن.. «ماكنش حد عايزني أبقى متعبة لحد في الأكل والشرب وترتيب الأوضة»
تتمتع ميلودي ميلاد بإنسانية لافتة للانتباه فتقول: «أنا هساعد الطلاب الجدد على قد ما هقدر.. أحاول توفير أساليب جديدة في التدريس.. وأعتبر جميع الطلاب إخوتي وأصحابي.. أصعب حاجة كانت ممكن تواجهني في الدراسة هي توفير المواد على اللاب توب فكنت لازم أدخل جميع المواد عليه إسكنر.. بصراحة كانت الأساتذة يوفروا لنا المواد ورقيا وكنت أسحبها إسكنر وأذاكر من خلالها».
وتختتم مليودي حديثها بالقول: «الحمد لله.. أصبح هناك طلاب كثر في كلية الألسن لديهم نفس ظروفي، وأنا كنت سببا في إن الكلية تفتح أمام الطلاب أصحاب الهمم وفاقدين البصر».