أشرف حلمى
تصريحات الشيخ مبروك عطية العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع سوهاج عن السيدات والفتيات فى أعقاب كارثة أغتيال طالبة المنصورة نيرة أشرف ، لم تكن مفاجأة بالنسبة لى شخصياً ومعظم شعبنا المصري الأصيل ، التي قال فيها «عاوزة تحافظي على نفسك البسي قفة وأنتي خارجة و تتحجبي علشان تعيشي ”
هذه التصريحات لن تصدر إلا من قادة التنظيمات الإسلامية الإرهابية وفى مقدمتها داعش القاعدة ، طالبان إضافة الى شيوخ الفتنة الوهابية المثيرين للجدل أمثال عبد الله رشدى خريج جامعة الأزهر ، أحد أئمة وخطباء وزراة الأوقاف المصرية ، والشيخ السلفي التكفيري ياسر برهامي عضو لجنة الخمسين فى تعديل الدستور المصرى وغيرهم .
مما لا شك فيه أن عجز مؤسسات الدولة فى تنفيذ دعوات فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي بإصلاح الخطاب الدينى ، وعدم إتخاذ إجراءات حازمة تجاه ما قام به شيوخ التكفير و التحريض على التحرش بالسيدات غير المحجبات ، أعطى الشيخ مبروك وأمثاله الفرصة للخروج بما هو أشد بشاعة وفتكًا بالسيدات من تصريحات مهينة كارثية .
لن تختلف تصريحات الشيخ الأزهري مبروك عن خروج البنات التى قال فيها ايضا ” عاوزة تخرجي من بيتكم اخرجي لا بنطلون ولا شعر على الخدود لأن هيشوفك اللي ريقه بيجري وهيدبحك ، وتصريحات الشيخ الأزهري المصرى الأصل مفتى أستراليا السابق تاج الدين الهلالي في خطبة خلال شهر رمضان عام ٢٠٠٦ بأحد مساجد مدينة سيدنى ، ووصف فيها النساء اللواتي “يتمايلن” ويتبرجن ولا يرتدين الحجاب الاسلامي ” باللحم المكشوف ” وحملها مسؤولية ما يمكن أن تتعرض له من اغتصاب واعتداءات جنسية ، وتثير تعرض الرجل لها ، لأنها تضع الماكياج، وترتدي ملابس غير محتشمة ، وتتمايل في مشيتها
كما أكد الهلالى بأن النساء يجذبن المغتصبين بطريقة لباسهن.
للأسف تصريحات الشيخ مبروك وأمثاله تجاة المرأة لن تثير الرجال المسئولين بالدولة كما ثارت تصريحات الشيخ الهلالي مسئولين الدولة العلمانية الأسترالية وعلى رأسهم السيد جون هاورد رئيس الوزراء الأسترالي وقتئذ ، حيث قال أن تصريحات الهلالي مروعة وتستحق التوبيخ
وما قاله مخز وغير مسؤول وعليه إعادة التفكير في موقعه ، الذي اعتبره خارج نطاق الواقع، ويتعارض مع القيم والأخلاق الأسترالية وشدد على أن تحميل المسؤولية للمرأة في اغتصابها يثير الاشمئزاز ، كما أثارت سيدات المجمتع الأسترالي خاصة وزيرة شؤون المرأة السابقة السيدة ساندرا نوري التى وصفت تصريحات الهلالي بأنها أثارت غضب المجتمع ومتطرفة جداً
كما طالب وزير الصحة الفيدرالى ، ورئيس الوزراء الأسبق توني أبوت ، القادة المسلمين بتأنيب الهلالي ، وقال إنه إذا تفوه أي زعيم ديني لأي كنيسة في أستراليا بمثل تصريحات المفتي ، فأكيد أنه سيلقى العقاب
كما أثارت تصريحات الهلالي السيدة برو جوارد ، مفوضة مكافحة التفرقة بين الجنسين في الحكومة الأسترالية التى طالبت الحكومة الأسترالية بطرده من أستراليا .
أنه لعار على رجال مصر الذين قبلوا تصريحات الشيخ مبروك وأمثاله عن المرأة المصرية التى أساءت اليهم قبل نساء مصر دون اتخاذهم موقف منها ، هل تقبلون أيها الرجال أن تكونوا أزواجًا للقفف ، ووصف أمهاتهم وبناتهم بالقفف ؟ ، فماذا فعل المسئولين بالدولة المصرية وعلى رأسهم رئيس الوزراء والوزراء كما فعل مسئولين الدولة الأسترالية من إجراءات لوقف هذه المهازل ؟!
وعلى النائب العام المصري سرعة التحرك وتقديم الشيخ مبروك وأمثاله للمحاكمات بتهمة الإساءة الى المرأة المصرية والتحريض على التحرش والقتل وذلك للحافظ على هيبة الدولة التى لم ترى نور العلمانية التى حلم بها شعب مصر عقب ثورة يونية إلا بإلغاء الأحزاب الدينية رسمياً وفى مقدمتهم حزب النور ، البعد عن جماعات وتيارات الإسلام السياسي وفصل الدين عن سياسة الدولة والدستور وإعادة صياغة دستور مصر بالكامل بواسطة لجنة مكونة من علماء ورجال قانون ليس بينهم رجل دين والتأكيد على عدم وجود مواد دينية مثل الثانية ، الثالثة والسابعة وما ترتب عليهما من قوانين بالدستور الحالى