عاطف معتمد
واحدة من الأغاني التراثية في الموال العراقي، غناها كثيرون ومن بينهم المطرب الكبير ناظم الغزالي، وفيها يتماهى مع الكلمات واللحن الشجي.تعطينا الأغنية مثالا على تجاور المعمور والمهجور أو الطين والصحراء.
فالحبيب المتيم الذي يسكن الأرض الخصبة المزروعة يتفقد حبيبه الذي خرج في قافلة دون عودة.
ينادي المحب على كل من بوسعه أن يدله على غايته، بداية من حادي العيس الذي يسوق الإبل في الصحراء، وصولا إلى راهب الدير الذي وقف يدق الناقوس معلنا وقت الصلاة.
أمام الدير وقف المحب يشبك عشرته فوق رأسه مترقبا الفقد الكبير، مستحلفا راهب الدير بالإنجيل أن يجيبه إن كان رأي البدور اللواتي هاهنا نزلوا.
راهب الدير متيم آخر، فإذ به يحن ويئن ويبكى، وكأنه يتذكر قصته هو نفسه قبل أن يترك الحياة ومتعتها …ويرحل إلى الرهبنة.
يجيب الراهب على السائل: “يا فتى: ضاقت بك الحيل ! إن البدور اللواتي جئت تطلبها …بالأمس كانوا هنا
واليوم قد رحلوا”يسدل الستار على القصة القصيرة، ويقر المتيم بحقيقة الفقد بعبارة الوداع التي يشتهر بها ختام الموال العراقي، وينشد ناظم الغزالي قائلا: ” معلم على الصدعات قلبي !
نقلا عن صفحة الدكتور عاطف معتمد