الجمعة , نوفمبر 22 2024
بوريس جونسون

هل يكرر التاريخ الأوروبى نفسه؟!

شهدت الأيام الماضية موقفين أوربيين متناقضين تجاه الحرب في أوكرانيا:

الرئيس الفرنسي يطالب بعدم “إذلال روسيا” بسبب الخطأ الذي ارتكبته بغزو أوكرانيا.

وهو تصريح سبب هلعا للنظام الأوكراني لأنه يعني الصمت عما تفعله روسيا وتقديم مسوغ لها في الحرب.

رئيس الوزراء البريطاني يكسب الثقة بعد محاولة عزله أول أمس ويدعم موقفه المساند لأوكرانيا فيرسل لها مزيدا من الأسلحة.

ولولا هذه الحرب لكان فقد منصبه بعد تهم بأداء ضعيف في الحكومة البريطانية وإساءة إدارة الأزمة وقت وباء كورونا.

في وصفه لرئيس الوزراء البريطاني يقول الرئيس الأوكراني إن بوريس جونسون صديق “حقيقي” للشعب الأوكراني.

صفة الصديق “الحقيقي” هنا تشي بالوصف الآخر إلى الأصدقاء “المزيفين” في القارة الأوروبية.

يعرف من درس التاريخ الأوروبي الحديث – ولا سيما من عهد بونابرت إلى عهد هتلر – أنه لا توجد صداقات حقيقية في الصراع أمام روسيا بل توجد دوما صفقات للتسوية والتضحية بالأمم الصغيرة في مقابل المصالح الأكبر.

من جانبها تقول الصحف الروسية إن الرئيس الأوكراني لا يمثل بلاده ولا يحكم فيها بل ينفذ أوامر اللاعبين الغربيين.

تقول الصحافة الروسية أيضا إن الاتحاد الأوروبي قناع حديث من استغلال الأمم الصغرى داخل أوروبا لصالح الأمم الاستعمارية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

ولعلي اختصر هنا نتائج الحرب في أوكرانيا بعد دخولها شهرها الرابع على النحو التالي:

(١) ️تكريس السيطرة العسكرية الروسية في الشرق الأوكراني والقرم، وحصار القوات الأوكرانية في جيوب المقاومة بالغة الصعوبة والتي تحتاج بضعة أشهر حتى تصل للتسوية.

مع تفهم روسيا ضرورة عدم التصعيد بأكثر من هذا وترك أوكرانيا إلى الغرب من نهر الدنيبر دون تهديد حقيقي.

(٢) تفهم الغرب لضرورة عدم استفزاز روسيا بإخراجها من القرم والشرق الأوكراني بأسلحة متطورة وعدم تقديم تقنيات عسكرية أوروبية إلى كييف تقلب موازين الحرب لصالح أوكرانيا، مع استمرار العقوبات الاقتصادية لإضعاف روسيا من الداخل.

(٣) سعي موسكو إلى التغلب على العقوبات والحصار الاقتصادي باختراق ثغرات في النظام الدولي، مع اتجاه روسيا للاستغلال الاقتصادي للأراضي التي استولت عليها في الاقاليم الشرقية من أوكرانيا واعتبارها جزء لا يتجزأ من روسيا وفتح موانيها للعالم وكسب موانئ جديدة لروسيا على البحر الأسود وبحر آزوف، وهو حلم قديم بفتح المياه الدافئة أمام الأسطول الروسي.

نقلا عن صفحة الدكتور عاطف معتمد

الدكتور عاطف معتمد

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.