( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) .. للعبادة طرق شتى و عديدة والرب واحد لا إله إلا هو الحي القيوم ، فإن أطلقت أعين التأمل المبصرة ، وعزلت النفس عن غيها وخوفها ونفاقها وجهلها وضعفها وذلها وكذلك حقدها وفجورها وطغواها ، و أبعدتها عن سوق نخاستها والذي باعت فيه كل ضمير ، لتراءى لعالمكم وجاهلكم بهتانًا قدمتم له قرابين علم اليقين ، ونَصَّبتم فيه مماليك الجهل ملوكًا ملكتموهم أقداس المؤمنين ..! ، فماذا أقول .. أأقولها أو لو قلتها أشفي جراح الصدق فيكم بعد أن غارت وما عاد يجدي فيها الكي ، أهكذا توفون بعهود الله يامن حَمَّلكم الله شرف السدانة .. وللبيت رب يحميه ..!!
فلتُشهدوا الله على وفاء عهودكم التي عاهدتم بصدق النوايا وليس بأوهام المظاهر وزخرف القول والحجر ، فتوسعة الحرم ما هي إلا حقًا أريد بها باطل ، ليكتب كلًا منهم بمداد الذهب أسمه على أبواب الكعبة ، ولم ينتبه آخرهم وصاحب الباب العالي للقمامة في مداخل البيت ، ولم يتناهى إلى سمعه الكريم سوء المعاملة لضيوف الرحمن في مطارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..!!!
ومرت السنين فمات الملك وعاش الملك ، و لازالت العقول كما هي ، والنفوس في غيها لاهية ، فطوبى لمن أستشهدوا بفعل الملوك الباغية . بقلم الكاتب الليبي محمد علي أبورزيزة