كتبت ـ ماجدة سيدهم
الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه ..تم القبض على كل الأزواج المعتدين على زوجاتهم بالضرب الدموي وارتاحت كل الستات اللي اتسحلت إهانة وضرب كل يوم من بعد عشرة سنين من العيش الحاف والملح الحاف والعيال الحاف والانتهاك المغموس في دمه ..
أغلب الحالات وعلى كافة المستويات إن لم يكن كلها (ملايين ) وتحت أي شريعة متشابهة تماما في مستوى الوعي والثقافة الضحلة جدا .. لكن الأغرب لو سألتوا أي ست منهم عاوزة تطلقي ؟ هاتقولك لأ..حتى لو عملت مليون فيديو استغاثة وصرخت تطلب الطلاق وعملت ألف محضر واتصورت بعشرات الغرز في أماكن كتير بجسدها .. لأن اللي عاوزة تطلق كانت اتطلقت من أول قلم علم على وشها .. ومش هاتستني السنين دي كلها تتفرم يوميا ..فلولا اللي بيصوروهم ماكنا سمعنا عنهم .. خاصة وأن المجتمع والأهل مابيدعموش حماية للستات المنتهكة غير أنها تتحمل ..أو استني على ماتفرج بحل .. فاكرين قصة مريم أيوب اللي قالت ان جوزها قبل كدا كان بيضربها ضرب عادي وأن أمها علمتها عن جدتها أن الستات بتتضرب عادي .. بس الفرق المرة دي أنها اتصورت .. دا بيت القصيد ياسادة .
ثقافة الامتهان للنساء في البيوت هي موروث وعرف مجتمعي أصيل ومتداول كأسلوب تربية ومعيشة …الأخطر لما يعززه فكر ديني فاضح وراسخ يزود عليها القهر أكثر بالسكوت والطاعة باعتبار القهر حماية ليها وأنه من متممات الدين .. فعار وفضيحة وسوءسمعة للست من غير راجل .. وهنا بقا القهر كله ..إن طوال سنين العيشة واللي بيتم فيها الاعتداء يوميا بتم العلاقات الجنسية يوميا برضه .. عادي جدا ..دا قمة الموت .. فطبيعي هو اعتياد الحياة الحيوانية اللي غالبا بتكون بدافع الاستمرار كحماية للمراة وأولادها من مجتمع أكتر شراسة من زوجها .. والألعن هو لما تكون للمرأة نصيب في دعم القهر دا ..تعالوا نشوف شوية حكايات حقيقية وبسيطة .. * غالبا ماتتم العلاقة بعد تعاطي الزوج للمخدرات واللي غالبا تقدمها الزوجه أو تدبرها له بنزولها لسوق العمل لتدبير بعض من المعيشة او لتسديد الديون ..
ولا مانع من بعض التنازلات من أجل الحصول على بعض الحبوب المخدرة لتقدمها لزوجها في مساء ذات اليوم من بعد علقة صباحية ممتازة ” وإيه يعني ..علقة تفوت ولا حد يموت ..المهم آخر الليل .. ترصي له الحجر التمام وتروقي كدا وتنامي ” * كانت إحداهن تنصح الزوجات صغيرات الخبرة بالتعقل ولا تغادر أي واحدة منهم البيت مهما فعل بها الزوج .. فتحكي لهم تجربتها الثمينة” لما كنت أغضب كان أبويا هو اللي يرجعني لبيت جوزي ويقولي مالكيش عيش عندي .. ويقول لجوزي اضرب وأنا أصلح والعين اللي ماتتفقع أحسن لها تطلع .. طيب هانروح فين ..الست العاقلة تتحمل ودا حق جوزك يضربك عادي ..بس انتي خدي بالك منه .”
* إحداهن رغم ضيق الحال الشديد كانت تأخد كل دعم من الجيران لتشتري علب السجاير لزوجها المحبوس لعدة أشهر على ذمة عمليات نصب ..و اللي كان دائم لضربها بوحشية بل وبعد خروجه صارت حامل في ” وعد ” الطفل الرابع ..قالت وهي في قمة الدلال ” أصل دا وعد بينا مانسبش بعض أبدا ..وبعدين الراجل مهما عمل بيحب الست تبقى في ايده زي ال * “العاهرة ” .. طيب اروح فين بالعيال دي من غيره ..أهو راجل داخل طالع عليا ”
* هنا ياسادة محور المشكلة في مجتمع منعدم الكرامة والقيم الانسانية والثقافية والجمالية ماذا نتوقع من بيوته وأجياله وتحضره ..؟ بل الجريمة الاعظم هو تأييد الثقافة الدينية المهينة والوضيعة اللي بتدعم استقواء الذكور وبتدعم فكرة القهر ضد النساء على كل المنابر المتاحة. * إعادة التربية والبناء الإنساني وانتزاع الثقافة والموروثات الدينية والمجتمعية الجائرة من العقل الجمعي بتفعيل فوري للقوانين الجادة يحتاج لهدم فوري بلا اية تحفظات أو اعتبارات لكل فكر وسلوك غير أخلاقي وضد الكرامة وضد صحة الحياة وضد تحضر الإنسان بل هي العائق الحقيقي لنهضة أي بلد .. دا ياسادة أهم المشاريع القومية لأي بلد عاوزة تقوم من عار غيبوبتها .. زي مشروع الحرب كدا .. ودمتم في حرية ..