في موقف (بعض) كتل الاسلام السياسي في قضية شيرين ابوعقل ، ما يفسر استحالة ان تكون هذه القوى رائدة حراك المجتمع ضد تخلفه واستبداده ، مهما امتلكت هذه القوى من كتل تصويتية أو حركية أو ظروف تاريخية.
فالريادة ، هذه تتطلب امتلاك هذه لخيمة عريضة ومساحة براح واستيعاب ليس صدفة ان تكون قوى ليبرالية
هي التي تملكها بالطبيعة ، خيمة عريضة يمكن ان ينضم البها مطمئنا اليساري واليميني ، الفيلسوف والمثقف والفنان و العادي ، المتدين والعلماني ، لمسلم والمسيحي واليهودي واللاديني، الاطياف المختلف للتكوينات الاجتماعية والثقافات .
فثنائية جهاد ( فسطاط الايمان ) ضد (فسطاط الكفر) ، بنسختها السيد قطبية ، تعزل هذا قوى هذا المشروع عن الريادة بل وعن الحياة “لحظة ولادته ” ، تجعله مولود وشهادة وفاته في يده ، لأن المليارات من البشر يتعرضون لآلية ظلم واضطهادات لا تسعفها فيها هذه الثنائية ولاتقدم لها انحيازا للعدل ، لان هناك معركة دائرة بين فسطاط الحرية والديمقراطية وفسطاط الديكتاتورية ، أو فسطاط النهب الاستعماري وفسطاط الباحثين عن التحرر
او معسكر العنصرية والطائفية وخصومها ، والطرفان في هذه المعارك يمكن ان يختزلوا في لفظة (كفار ) خصوصا بالمعنى السيد قطبي ، لكن هذا الاختزال لن ينفي ضميريا وجود حاجة للاتحياز للحق والصحيح في هذا الصراع ، والا لوجد المرء نفسه خضما للحضارة الانسانية ، و مضطرا لاعتبار جيفارا ومانديللا وغاندي
هم مجرد أبولهب وأبو جهل .
الاسلام السياسي بهذه الحسابات الميكانيكية العبيطة ، بهذا التكفير الميكانيكي ، هو في حارة سد ، وأنا هنا لا أعمم ، كما انني أفصل بين الخطاب وبين تكوينات انسانية هائلة اعرفتها بالقراءة أو باللقاء أقل ما يمكن اصفه بها هو عدم التطابق ، لكن اقول هذا بعد ليلة مضنية ومريرة قضيتها أمس في غرف الكلبهاوس ، رايت وسمعت فيه كيف انتهت مساعي شباب ل “الايمان النقي )
الى التحول الى رديف للدعاية العنصرية البغيضة ، في ليلة فاصلة كليلة أمس او على الاقل تحولوا لمفسدي فرح في ليلة نصر وتلاقي .