نازك شوقي
انتقد رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، رد فعل الإعلام الأمريكي على سخرية برنامج بُث على قناة سعودية وسخر من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، وأكد أن السعوديين “ليسوا طلاب مدرسة” لتتم معاملتهم بسياسة “العصا والجزرة”.
تعليقا على المقال الذي كتبه على “عرب نيوز” مؤخرا حول أن أمريكا يجب أن تضحك مع السعودية بدلا من التذمر من السخرية من بايدن وهاريس، قال الفيصل في حوار مع الوسيلة الإعلامية نفسها: “حديثي في المقال عن أننا يجب أن نضحك معا، كان نتيجة لما اعتبرته رد فعل غير عادل وحساس بشكل مبالغ فيه على مقطع كوميدي ضمن برنامج يُعرض على قناة تلفزيونية سعودية سخر من الرئيس بايدن ونائبته وهذا أمر أعتقد أنه لا يجب أن يؤثر على الإعلام الأمريكي على وجه الخصوص لأنهم أنفسهم سخروا من الآخرين وخصوصا السعودية وقيادتها ومجتمعها بشكل متكرر، لذلك كتبت هذا المقال”.
وأردف الفيصل قائلا: “اعتبرنا علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية وقد مررنا بمراحل صعود وهبوط في مستوى العلاقات وهذه واحدة من الانتكاسات في العلاقات ربما منذ أن قال الرئيس في حملته الانتخابية إنه سيجعل السعودية منبوذة وقد مضى بتطبيق ما قاله عبر وقف العمليات المشتركة مع السعودية في التعامل مع المتمردين الحوثيين في اليمن وعبر عدم الاجتماع مع ولي العهد وقد قال ذلك بشكل علني، وعبر سحب صواريخ مضادة للطائرات من المملكة في الوقت الذي كنا نواجه فيه تصاعدا في الهجمات الحوثية ضدنا باستخدام أسلحة إيرانية مثل الصواريخ والطائرات المسيرة”.
وتابع المسؤول الاستخباراتي السعودي السابق قائلا: “بالنسبة للسعودية، قال ولي العهد في مقابلة إننا نتفق مع أمريكا بنسبة 90% ويمكن أن نناقش الـ10% الأخرى، لذلك فقد وصلت الأمور إلى هنا، وأتمنى أن نتجاوز ذلك مثلما تجاوزنا العديد من الانتكاسات في علاقاتنا”.
وأردف الفيصل: “السعوديون لا يشعرون بالخيانة من الجانب الأمريكي بل يشعرون بالخذلان في الوقت الذي نواجه فيه خطرا مشتركا على أمن واستقرار المنطقة عبر استخدام إيران للحوثيين ليس فقط لزعزعة استقرار السعودية بل للتأثير على أمن واستقرار الخطوط البحرية الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي وبحر العرب، ورفع الرئيس بايدن الحوثيين عن قوائم الإرهاب ساهم في تقوية الحوثيين وجعلهم أكثر عنفا تجاه السعودية بل وشنوا هجمات على الإمارات أيضا”.
وأضاف رئيس الاستخبارات السعودية السابق قائلا: “أعلن المسؤولون الأمريكيون أنهم سيدعمون السعودية وسيساعدونها بالدفاع عن نفسها من الاعتداءات الخارجية، هذا صحيح، ونحن ممتنون لهذه التصريحات لكننا يجب أن نرى أكثر على الأرض وعلى مستوى العلاقات بين القيادتين”، حسب قوله.
وانتقد الفيصل السياسة الأمريكية تجاه ملف الطاقة معتبرا أنها السبب الرئيسي للأزمة التي تعيشها أمريكا في هذا المجال، إلى جانب عوامل عدة من ضمنها رفع أسعار التأمين بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، وليس “إصرار السعودية” على موقفها بعدم رفع إنتاج النفط.
وردا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون حول ضرورة معاملة السعودية بسياسة العصا والجزرة، قال رئيس جهاز الاستخبارات السابق: “لقد كتبت في مقالي أننا لسنا طلاب مدرسة لتتم معاملتنا بالعصا والجزرة نحن دولة ذات سيادة ويجب معاملتنا بعدل ونرد بنفس الطريقة، لذلك فمن المؤسف أن تصدر مثل هذه التصريحات من ساسة بصرف النظر عمن يكونون، وأرجو ألا تبنى العلاقات بين البلدين على هذا الأساس”، حسب قوله.