للأسف أسلوب التعليم والوعظ الكنسي واللي دخل كل البيوت لم يخرج أغلبه من عباءة الطريقة الطفولية لمدارس الأحد ..تلقين مخدر و لذيد بيرضي وبيسلي شعب أغلبه مطيع ومستريح ظاهريا لكدا طالما أبونا قال ..مكتفيا أنه يسمع حكايات عن قديسين وقصص الشهداء ومعجزات خارقة تصبره أكتر على متاعبه ومشاكله الأسرية وتهدي من إحساسه بالتهميش وعدم الاستحقاق فمثلا وإحنا في أيام الصوم المقدس بتكون أغلب العظات عن إزاي تخلى التلاميذ عن المسيح وقت المحاكمة ويوجه السؤال الشهير للشعب بابتسامة كلها ثقة :” ياترى ياحبايب لو جه المسيح دلوقت أو حصل اضطهاد شديد ..
إحنا بئا هاننكر زي بطرس ونخون زي يهوذا ولا هانتحمل وهانتمسك بمسيحنا ..؟! .
” ويرد هو بنفسه نيابة عن الشعب بنفس الابتسامة والثقة ويقول ” طبعا هانتمسك بمسيحنا ومش هاننكر ه أبدا ..مش كدا ولا إيه ..” الحقيقة مش عارفة الثقة دي كلها منين .. لا يا أبونا احنا مانعرفش المسيح علشان نتمسك به ولا حد كلمنا عنه علشان نثق فيه ..يادوب سمعنا منكم بأنه خارق عمل معجزات مع قديسين برضه خارقين
لكن صدقنا لازم نكون مطيعين محتملين ومتسامحيين ملتزمين جدا و مش عارفين ليه
لكن إحنا كشعب مدجن في أتعس حالاتنا ومش مثاليين زي ماوهمتونا وبدورنا أوهمنا ولادنا
بيوتنا فاضية من المسيح الحر والمبادر ..فاضية من المسيح المثقف من المسيح الشجاعة والحضور والوسامة والبهجة حياتنا فارغة من المسيح الناضج والشخصية المؤثرة المتحضرة اللي تسر القلب وتملى العين
لكنها مليانة صور قديسين ..فأصبح مفهومنا عن الحياة مفهوم مهزوم .. إدراكنا للتفاعل مع المجتمع والعلاقات الإنسانية سطحي ومرتبك ومجهد جدا .
فطبيعي نخون وننكر ونرفض ونصدق أفكار تانية ونهرب ألف مرة كل يوم وأدام اي تهديد أو ابتزاز أيوه بنخاف ونبيع ونشهد زور عادي جدا ..وطبيعي تكون فرصة الاستقطاب سهلة ورفض الاحتمال منطقي جدا خاصة لو سقطنا كأسرة من نظر بعض ..
* أيوه إحنا قدمنا صورة تافهة ومضحكة وغير مشرفة عن المسيح اللي احنا مش شبه خالص والدراما اشتغلت على تقديم الصورة الكوميدية دي للمسيحي غير الحقيقي ..
* شعور أغلب الأقباط بعدم الاستحقاق اللي بيغذيه سطحية الإيمان شعور مؤذي جدا لأنه بيسلب الطاقة وبيضعف قوة الذهن وبيقتل التفاعل وبيطفي الروح والثقة بالنفس ” إن عرفتم الحق ..فالحق يحرركم “
الأباء الأجلاء.. .
المسيح أسلوب حياة محترم ومتحضر جدا .. فمن فضلكم كفوا عن أسلوب مخاطبة الشعب بلغة الطفل المطيع ..اصنعوا فيهم اليقظة ..افتحوا معاهم الكتاب ..فتشوه حتة حتة ..عرفوهم قوة الدم المحرر اللي بتغير ١٨٠ درجة . شجعوهم على حب الحياة والفرح والتثقيف والانطلاق.. .
فمهما ضغطت عليهم الظروف مايتخافش عليهم * حضرة الشعب الطيب .مش هاقولك غير لايليق بك الخنوع والتبعية بلا فهم وترديد صلوات ميكانيكية بلا تفاعل ..اقطعوا الحبل السري للاعاقة النفسية .. وتخلصوا من الشخصية المدجنة القاتلة .. ماتخافوش ..الكتاب في بيتك ..مد ايدك وافتحه بنفسك …ثقف نفسك ..اكتشف ذاتك واعرف حقيقتك وقيمتك وقوتك من جديد ماتخافوش ..جربوا وهاتعرفوا الفرق ..الحياة مغامرة حلوة تستحق نعيشها بشغف وشجاعة كل يوم وأنتم في النضج