نازك شوقي
شعرت الزوجة بأن هناك أمرا ما يشغل زوجها الستيني عنها، وعلى الرغم من خروجه على المعاش قبل شهور إلا أنه كان دائما شاردا، يدخل حجرته ويغلق بابها لساعات على نفسه، بعدها يخرج مبتسما، ثم يتابع جلسته المعتادة أمام التلفاز دون أن يعطى لها بالا.
أدركت الزوجة أن ذلك الزوج ” الستينى ” يخبأ شيئا فى جعبته، ليس من عاداته التحدث كثيرا فى الهاتف، أو الجلوس لساعات فى حجرته كالشاب المراهق.
قررت الزوجة مواجهة الزوج، وسألته “ما سر الإبتسامة التي تملأ وجهك، كلما خرجت من حجرتك؟” ومع من تتحدث لساعات؟، وأكتفى بإجابة واحدة قائلا ” أتحدث مع أصدقائى ” فالحياة بدونهم بعد المعاش قاتلة، لذلك أفكر بالعودة الى العمل حتى ولو على سبيل ” المكافأة “.
حزنت الزوجة بعد حديث الزوج عن رغبته للعودة الى العمل، أدركت أنها غير قادرة على تعويض غياب أصدقائه ، وحزنت كثيرا عندما وجدته يصف الحياة بدونهم بالقاتلة، لذلك سارعت وأخبرته بموافقتها على عودته للعمل طالما كان ذلك سيكون السبيل في سعادته.
مرت الأيام وذلك الزوج يعيش كالشاب المراهق ، يتحدث لساعات بالهاتف ويغلق عليه باب حجرته ، ليس ذلك فقط بل أشترى ملابس جديدة ، وبدا الاهتمام بنفسه يعود أكثر من الأول .
قررت الزوجة البحث عن أسباب هذا التغيير، أصدقاؤه كبار فى السن وهى تعرفهم جيدا، والتغيير الذى ظهر على زوجها “يجعلها تشك أن هناك امرأة فى حياته ” .
انتظرت حتى جاء ابنها الأكبر لزيارتهم بصحبة أسرته، نادت على زوجة ابنها ، قصت لها شكوكها في حماها، أخبرتها أن هناك هاتف يشغله ليل نهار، وتريد أن تعرف من صاحب هذا الهاتف.
طلبت منها زوجة أبنها، أن تحصل أولا على الرقم ، وبعدها من خلال “البرامج” ستعرف صاحبه وستخبرها به .
الزوجة تكتشف مراهقة زوجها بعد أعوام
وبالفعل أحضرت الزوجة الهاتف إلى زوجة أبنها، شاهدت الرسائل المرسلة منه إلى زوجها، وبعد عرض الرقم على برامج كشف الهوية ، كانت المفاجأة.
تبين أن صاحب الهاتف زميلته فى العمل، والمديرة حاليا فى المصلحة، وأن قصة الحب بينهما بدأت قبل عامين بعد طلاقها من زوجها، حيث لم تنجب أطفالا منذ زواجها والغريب كان اتفاق الأثنين على الزواج وطلب الزوج وقتا لإقناع زوجته بالزواج بها .
ثارت الزوجة ، أرادت اقتحام حجرة زوجها الهائم فى عشق زميلته، والذى كذب عليها وأخبرها أنه يتحدث مع أصدقائه.
واجهته بما عرفته لكنه لم ينكر، وأخبرها صراحة أنه يحب زميلته منذ زمن، وأن طلاقها من زوجها ساعده على الاقتراب منها أكثر وأكثر.
لماذا تريد العودة إلى العمل؟
تعجبت الزوجة من كلام زوجها، صرخت فى وجهه، وأخذت تتساءل، موجهة الكلام له، أنظر الى عمرك، لقد تجاوزت الستين عاما، واليوم عرفت لماذا تريد العودة إلى العمل، حتى تلتقي بحبيبة القلب.
تواصلت الزوجة مع أولادها، طلبت منهم الحضور بسرعة إلى البيت، قصت لهم ما كشفته، لكنها وجدت لامبالاه من أبنائها، كان حديثهم يتركز على كلمة واحدة ” بابا بيحبك ودى مراهقه وها تنتهى ” لكن الزوجة شعرت أنها بمفردها، لم تتحمل إعتراف زوجها بحبه لأخرى رغم تحملها معه 37 عاما، تركت الجميع وتوجهت إلى حجرتها، أغلقت على نفسها الباب، وظلت حتى الصباح تفكر .
انتهت الزوجة إلى قرارها الأخير، طلبت من زوجها الطلاق، وجهزت حقيبتها، وتوجهت الى شقه أخرى كان قد أشتراها الزوج وكتبها باسمها واستقرت بها .
مرت الأيام والزوج يرفض الطلاق، لتتوجه الزوجة إلى محكمة الأسرة بالمعادى وتطلب الخلع من زوجها وبعد عدة جلسات قضت المحكمة بخلع الزوج.