أمل فرج
تعتبر كندا حتى الأن في صدارة دول الناتو دفاعا وتعزيزا لأوكرانيا في حربها أامام روسيا، سواء أكان دعما ماديا واقتصاديا وعسكريا، كما فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين الأوكران، وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت عن التكفل الكامل بكافة نفقات اللاجئين في كندا، وكان للرئيس الأوكراني من موقف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في دعمه المتميز لأوكرانيا ردة فعل.
حيث ثمن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي المساعدات التي تقدمها كندا لبلاده، معربا عن شكره لرئيس وزراء كندا جاستن ترودو على المساعدة المالية المقدمة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار كندي و500 مليون دولار أمريكي من الدعم الدفاعي الإضافي .
وكتب زيلينسكي في تغريدة عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، حسب ما أوردته وكالة “يوكرنفورم” الأوكرانية، اليوم الأحد، “أجريت محادثة هاتفية مع جاستن ترودو وشكرته على دعم حملة “ستاند آب فور يوكراين” #StandUpForUkraine، للحصول على مساعدة مالية بقيمة مليار دولار كندي و500 مليون دولار أمريكي من الدعم الدفاعي الإضافي … معا نحن أقوى!”
وتخطط كندا خلال العامين الحالي والمقبل لتزويد أوكرانيا بمبلغ 500 مليون دولار كندي كمساعدات عسكرية (حوالي 416 مليون دولار) وما يقرب من مليار دولار كندي (حوالي 830 مليون دولار) لدعم الالتزامات الحكومية.
وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 46، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.
واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي “دونيتسك” و”لوجانسك” جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.
وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية “ثالثة”، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش “أجواءً أكثر سوادًا” منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها “الأقسى على الإطلاق”.
ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع “حرب عالمية ثالثة”.
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون “نووية ومدمرة”، حسب وصفه.
وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.
ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض “مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا”.
إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.