الأحد , نوفمبر 24 2024
محمد خبرت الشاطر

لماذا تحول مكتب الشاطر لقبلة يقصدها الأمريكان بعد ثورة 25 يناير “غلطة الشاطر وخيرت الشاطر2/1”

حمادة إمام

المحطة التالية فى فهم شخصية الشاطر وفك ألغازها هى الخلطة الفكرية التى كوّنها من مجموعة الدراسات التى حصل عليها والتى أضافت حوله مساحة أكبر من الغموض والحيرة ، ووضعت اسمه فى صدارة قيادات الجماعة التاريخية؛ فالرجل حصل على بكالوريوس الهندسة- قسم الهندسة المدنية تخصص الهندسة الإنشائية والخرسانية- كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1974، ثم على ماجستير الهندسة فى الرى والصرف- كلية الهندسة جامعة المنصورة

ومن الهندسة إلى الآداب فحصل على ليسانس الآداب- كلية الآداب جامعة عين شمس- قسم الاجتماع..

ومن دراسة علم الاجتماع انتقل نقلة أخرى أكثر تخصصًا فحصل على دبلوم الدراسات الإسلامية- معهد الدراسات الإسلامية

ثم عاد مرة أخرى لمقاعد الطلاب وحصل على دبلوم المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.. ثم أراد أن يصقل خبرته الاقتصادية المكتسبة من الحياة العملية فتقدم لجامعة عين شمس للحصول على دبلوم إدارة الأعمال.. ثم طور هذا كله بالحصول على دبلوم التسويق الدولى من جامعة حلوان

الهدف من الحوار

حددتُ هدفى من الحوار وانتهيت إلى تحديد عشرة أسئلة تهمنى بشكل خاص وتهم الناس بشكل عام.

ولم أكن أتخيل أن ما طرحته عليه من أسئلة فى عام 2005 ستشهد تحولات ما بعد ثورة 25 يناير 2011 محوه بالأستيكة، ومحو كل ما تعهد به الإخوان وكان يشكل وقتها تصوراتهم للحكم والإدارة وعلاقتهم بالغرب والأمريكان وإسرائيل والأقباط، بالإضافة إلى سؤال عنه بشكل شخصى.

السؤال الأول: ما حقيقة دورك فى الجماعة وهل أنت بالفعل وزير داخلية الجماعة ومدير مخابراتها؟

السؤال الثانى: ما حقيقة وثيقة «فتح مصر» المنسوبة إليك والتى تتضمن خطة الجماعة للحكم؟

السؤال الثالث: لماذا يشاع ويتردد الكلام عن وجود صفقة بين الإخوان ومبارك قبل الانتخابات الرئاسية يؤيد بموجبها الإخوان مبارك فى الانتخابات الرئاسية مقابل زيادة عدد مقاعد الإخوان بمجلس الشعب؟

السؤال الرابع: ما علاقة الإخوان بالأمريكان بشكل خاص؟

السؤال الخامس: ما مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى حالة وصول الإخوان للحكم؟

السؤال السابع: ما مصادر تمويل الجماعة؟

السؤال الثامن: كيف ينظر الإخوان للإعلام؟

السؤال التاسع: العلاقة بين الإخوان والأقباط؟

السؤال العاشر: ما موقف الإخوان من القضاة؟

وفى سبتمبر نشر الحوار، وعقب نشره قامت الدنيا ولم تقعد، ووجدت نفسى متهمًا مع خيرت الشاطر فى قضية سب وقذف وبلاغ لنقابة الصحفيين مقدم من رئيس مجلس إدارة مؤسسة «دار الهلال» الأستاذ عبدالقادر شهيب.. ومع تدخلات من داخل البيت الصحفى انتهى الأمر بتعهد من نقيب الصحفيين بأن تقوم «العربى» بنشر رد لرئيس مؤسسة «دار الهلال» فى «العربى» وفى الصفحة نفسها،

بنشر رد «المصور» تكون الأزمة بين جريدة «العربى» ومؤسسة «دار الهلال» قد توقفت، وانتهت علاقتى بالشاطر عند حد وتقابلنا لمرة واحدة على سلم نقابة الصحفيين تبادلنا السلام ودار بينا حوار حول ما انتهى إليه الخلاف بين «العربى» و«دار الهلال» ورؤيته لهذه النهاية، وفهمت منه أنه مصر على مقاضاة «المصور» وتكذيب كل ما نُسِبَ إليه فى وثيقة «فتح مصر»، وعلى سلم النقابة كانت صلتى بالشاطر قد توقفت ودخل حوارى معه كهوف الذاكرة ونسيته وتفرغت لقضايا واهتمامات أخرى، حتى قامت ثورة 25 يناير 2011 وخرج الجميع لميدان التحرير حتى سقط مبارك

وبدأت صفحة جديد يسطر لها ومع الأيام الأولى بدأت السخونة تدب داخل أوصال جماعة الإخوان المسلمين وقسم الإخوان أنفسهم: القيادات الحقيقية للجماعة تتفاوض مع عمر سليمان، أما قيادات الصف الثانى فكانت فى ميدان التحرير وتحضر الجلسات العلنية للتفاوض مع القوى الثورية حتى أصبح للإخوان فريقان للتفاوض (سرى وعلنى)

وبدأت تفوح رائحة صفقات وتربيطات وبدأت إشارات تأتى من بعيد حول مساهمات أمريكية فى تقريب وجهات النظر وكانت كل هذه التسريبات تعلن أن المحرك الفعلى لهذه الصفقات هو المهندس خيرت الشاطر الذى تحول مكتبه الخاص بمدينة نصر إلى قبلة يقصدها مسئولو الخارجية الأمريكية الرسميين وغير الرسميين وأصبح «الشاطر» هو حلال كل العقد وبدأت تصريحاته عن الأمريكان وإسرائيل تثير الجدل وتحتل الصفحات الأولى فى الصحف الغربية ومقدمة نشرات كبرى المحطات العالمية.

الشاطر مرشح الإخوان

وبلغ الجدل والإثارة ذروته فى 31 مارس 2012 بإعلان الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان أن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قرر ترشيح المهندس خيرت الشاطر -نائب المرشد- للانتخابات الرئاسية القادمة.وبدأ الجدل من صفوف الجماعة نفسها التى شهدت انقسامًا داخل مجلس الشورى على ترشيح الشاطر، إذ اعترض 52 عضوًا من 108 أعضاء، تلاه تقديم الدكتور كمال الهلباوى مسئول التنظيم الدولى السابق استقالته على الهواء من خلال برنامج «العاشرة مساء» بقناة «دريم»

وعبرت أطياف واسعة من التيار الإسلامى عن قلقها من أن يؤدى ذلك إلى تفتيت الأصوات بين مرشحيها الأربعة (حازم صلاح أبوإسماعيل وسليم العوا وعبدالمنعم أبوالفتوح بالإضافة إلى الشاطر)، وأن ذلك قد يكون فى صالح أحد المرشحين الليبراليين.

محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة فى ذلك الوقت قال إن هذا الموقف ليس تغييرًا لمبادئ الإخوان، ولكن هذا القرار جاء وفقًا لمستجدات داخلية وخارجية دفعتنا لاتخاذ هذا القرار.

وكانت الجماعة أعلنت فى وقت سابق أنها لن ترشح أحدًا، إلا أنها عادت لتؤكد ترشيح خيرت الشاطر لمنصب رئاسة الجمهورية، كمرشح وحيد تدعمه فى الانتخابات الرئاسية

ومع الإعلان بدأت حملة دعائية كبيرة شاركت فيها شركات دعاية عالمية لتجهيز وتهيئة الرأى العام فى الداخل والخارج لقبول «الشاطر» كأول رئيس مدنى لمصر وأن خلفيته الإخوانية لا تفرّق المصريين بل قد تجمعهم، وفى السياق تحرك الرجل فى مصر طولاً وعرضًا مصطحبًا جيشًا من الإعلاميين يعرض فيه برنامجه السياسى لحل كل أزمات مصر، وأن مصر فى عهده ستتحول لقوى عظمى بفضل مشروع النهضة الذى عكف على إعداده منذ عشر سنوات.

استبعاد الشاطر من الانتخابات

وفى يوم 27 أبريل 2012 قلبت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية كل المعادلات السياسية بإعلانها استبعاد عشرة من المرشحين، على رأسهم القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، وقالت فى قرار الاستبعاد:

(وأما فيما يتعلق بالمرشح خيرت الشاطر فإن الواضح من الأوراق أن محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر قد أدين فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا ولم يرد إليه اعتباره فيها على النحو الذى رسمه القانون ولا يغير من ذلك رد اعتباره فى الجناية رقم 8 لسنة 1995 عسكرية عليا التى اقتصر رد الاعتبار عليها فى الحكم الصادر بتاريخ 2012/3/13، الذى تبين أن الطالب أخفى على المحكمة الحكم الصادر فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية والمعروفة باسم ميليشيات الأزهر؛ إذ لو كان قد أشار إليه من قريب أو بعيد ما كان صدر لصالحه حكم رد الاعتبار فى الجناية رقم 8 لسنة 1995 لعدم توافر المدة اللازمة للحكم برد الاعتبار، ولا محل لتذرع الشاطر بالمذكرة المصدق عليها بالعفو عنه وآخرين لأنها تعفى عن رد الاعتبار وفقًا لإحكام القانون)

وما بين 31 مارس 2012 و27 أبريل 2012، وهى الفترة ما بين ترشيح واستبعاد الشاطر من الانتخابات الرئاسية، كنت قد بدأت أعيد قراءة حوارى مع «الشاطر» فى 2005 ومقارنة الآراء والأطروحات السياسية والاقتصادية وموقف جماعته من إسرائيل وأمريكا والشريعة الإسلامية والحريات والأقباط..

كل هذه الآراء جمعتها فى شكل أسئلة كان قد جاوب عليها عندما كان رجل الظل، ومقارنة هذه الإجابات بعد أن رفع الستار عنه وكسر حاجز الصمت.

لنعرف كيف كان يفكر الإخوان عندما كانوا بعيدين عن السلطة وكيف أصبحوا عندما وصلوا للحكم وحجم التغير الذى حدث لهم والآراء التى تبدلت والفتاوى التى استخدموها لتبرير مواقفهم

الكاتب الصحفى حمادة إمام

شاهد أيضاً

الحكومة المصرية

الحكومة المصرية تكشف حقيقة تعطل سفينة التغويز في العين السخنة

نفت وزارة البترول والثروة المعدنية، ما تم تداوله ببعض المواقع الإلكترونية حول وجود أعطال في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.