الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الدكتور طه حسين الجوهرى

لماذا نهتم بالتاريخ ولماذا اكتب التاريخ

سؤال يتكرر كثيرا من الأصدقاء والقراء والمحبين وخاصة القريبين مني والذي يعلمون أنى اجيد كتابة الشعر والرواية وانني تخصصت بشكل دقيق في دراسة الأدب الفرنسي ويتكرر السؤال

لماذا تكتب في التاريخ ولم نر لك انتاجا ادبيا مثل ذلك الإنتاج في مجال التاريخ؟

والاجابة من كثرة السؤال وجدت ان أكتبها هنا لكي افيد واستفيد من ردود المتابعين

في هذه الرؤية وهذا الطرح فأنا اري التاريخ فيه عظات وعبر وآيات ودلائل

قال تعالى: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (الأنعام:11)

وكما سمعت من الدكتور الفاضل والعالم الجليل عبد الواحد وجيه

أن القرآن سمي قرآن لأنه مشتق من كلمة القرء وهو الجمع

وتقول العرب قرأت الشيء أي جمعته وسمي القرآن قرآن بصيغة المبالغة جمعان

لأنه جمع بين الأمور الثلاثة بين خبر الماضى والحاضر والمستقبل بخلاف الكتب السماوية السابقة

التي كانت تتكلم عن قضيتين اثنتين وهي قضية الحاضر وقضية المستقبل

وما من كتاب سماوي الا ويتكلم عن الحاضر والمستقبل إلي يوم العرض

فلما جاء القرآن أضاف لهاتين القضيتين قضية الماضي

فقال “تلك من انباء الغيب نوحيها اليك” لذلك نقول القرآن اشتق من القرء لأنه جمع بين الماضي والحاضر والمستقبل وكلمة اقرأ بمعني اجمع .

كلمات لم أقرئها، ولكن سمعتها من العالم الجليل المغربي عبد الواحد وجيه كما ذكرت آنفا

وهذا يعني أن للماضي أهمية كبيرة في حياة أمتنا وحياتنا المعاصرة وأن التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.

كذلك فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.

والعلاقة بين الأدب والتاريخ هي علاقة تكامل وليست علاقة تفاضل؛ ذلك ما يؤكده الراحل والمؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم فهناك نوع من الارتباط الجدلي بين هذين النوعين من أنواع الممارسات الفكرية الإنسانية، ما يجعلهما مرتبطين بصورة شبه عضوية، ومن ناحية أخرى، فإن الإنسان كما يؤكد قاسم يظل هو الموضوع المشترك لكل منهما.

وان كنت أري أن الكتابة الوازنة تتطلب قدراً من الابداع الادبي والوصف وقوة العبارة وسلامة اللفظ وجزالة الأسلوب والذي لابد أن تضفيه دراسة الأدب على من يكتب التاريخ.

لذلك لا أري نفسي قد جنحت بعيدا عن مضمار دراستي وتخصصي وعن مضمار الادب عموما

وفي النهاية تحياتي لكل من توجه بالسؤال ولكل من يقرأ هذه الكلمات.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.