المرأة التى تزوجت خمس رجال ثم عاشت مع رجل ليس بزوج في تحدي جريء لمجتمع غليظ نراه يتهمها بالمرأة الفاجرة
فهي من وجهة نظرهم المرأة سيئة السمعة التى لا يجب أن يخالطها أحد من سكان المدينة لذا كانت تذهب للبئر بمفردها وقت الظهيرة القاسية لتملأ الجرار بعيدا عن ملاحقة عيون المتطفلين
أو الذين يقذفونها وينتهرونها
السامرية التى تزوجت خمس رجال كانت تبحث فيهم عن الحب
عن التقدير لكيانها كإنسانة عن من يحترم عقلها وجسدها
فما وجدت غير الامتهان باعتبارها مجرد جسد متنقل
بين رجال عده حتى لو تحت مسمى زواج
فجميعهم أبار مشققة لا تعطي احتواء و لا تروي عطشا
السامرية إمراة حرة قوية واضحة
تعرف ماذا تريد لكنها لم تكن تعرف الطريق فتعثرت
ورغم ذلك لم تخضع لأعراف المجتمعات المنغلقة بتوصيفها الأقل شأنا
بل ترفض أن تكون مجرد أداة إشباع غريري فأغلب الظن هي التى رفضت أزواجها
قبل أن يتركوها في مهب اللمز عليها بل وقبلت بالأخير في مخاطرة مع قسوة المجتمع المرائي
المسيح يدرك هذا جيدا .
ويعرف بواطن النفس العطشى للكرامة والتقدير إذ أدرك
في رحلة بحثها أنها كانت تفتش عنه هو الطريق والحياة
لذا قطع المشوار من أجلها حتى تعب وعند البئر جلس يترقب وصولها بشغف
عند البئر لم تخجل ولم تتوارى حين طلب منها هذا اليهودي ماء ليشرب
ليبدأ هو الحوار مشجعا إياها بالمبادرة وليرفع عنها حاجز مسافة الاغتراب التى بين السامريين واليهود
أدركت أن الحوار مختلفا راقيا لمس روحها فتاقت تعرف المزيد لتدخل معه في جدال طويل يحترم عقلها
لم يوبخها ولم يتهمها بالسوء ” كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس زوج ”
ولم يقلل من كيانها كإمراة رغم دهشة التلاميذ منه عن بعد
فسدد سؤل قلبها ” اعطني من هذا الماء يا سيدي فلا أعود أعطش
ولا اتي لهذه البئر ثانية .. فقد انهكني البحث عن الارتواء وكم جرحتني طعنات المزدرين
” أحبها بل وتوجها بالكرامة أمام الجميع وجعلها أول مبشرة بالكلمة في المدينة كلها وفي وضح النهار
المرأة التى أزدراها وأهال عليها أهل المدينة كل الظلمة هي التى صرخت مهللة تخرجهم للنور بشجاعة المبشرين “ياسكان المدينة العطشى استيقظوا الآن وهلموا سريعا فقد عرفت من أين نرتوي الماء الحي
هلموا لدينا اليوم الينبوع الحقيقي ،ولن نعطش بعد اليوم
انظروني جيدا ها أنا أمامكم لقد سقاني من عرفني واحترمني جدا وأطلقني للحياة حرة
” كل أحد وأنتم في الماء الحي ..! .