أعاني مشاكل عميقة في القلب منذ سنوات وخضعت لأكثر من عملية دقيقة. وفي كل مرة أخضع فيها لفحص طبي جديد لا تكون الأمور على ما يرام وأخرج من المستشفى أو العيادة أشد اكتئابًا.
أحد أطباء القلب الكبار سألني مندهشًا قبل عامين: ” إنت عايش إزاي؟!”.
يومئذ..باغتني دموعي رغمًا عني.
ومع إصابتي بمضاعفات الضغط المرتفع والسكر مؤخرًا تضاعفت المعاناة
وتعددت الأدوية وتنوعت وتراكمت وتزاحمت.
أدوية في الصباح وأخرى في منتصف اليوم وثالثة في المساء.
لم يعد كل الطعام متاحًا ولا كل الشراب مُباحًا..
وصار كل شيء بقدر.
ومع هذه المعاناة.. أصبح النوم المنتظم حُلمًا بعيد المنال
رغم إني جربتُ معظم المهدئات العضوية والطبيعية.
وتزامنًا مع كوكتيل الأمراض المزمنة.. كانت خيانات الحياة وخيبات المواقف أشد وطأة وأعظم قسوة وأكثر ألمًا.
خيانات الحياة لا تسقط بالتقادم، وخيبات المواقف أعنف من الأمراض الخبيثة..شخصيًا.. لا أخاف الموت ولا أخشاه؛ ففي الموت راحة سرمدية لأمثالي.
وربما يكون أجمل ما في الموت لي هو أني سوف أُحرَمُ من الاستمتاع مثلكم بخطب وكتابات ومنشورات وزير الأوقاف.. وهذا وأيمِ اللهِ يكفي..