طول عمر المصريين يعرفون بأن عبارة السلام عليكم تخص المسلمين داخل مصر والسلام لكم تخص مسيحى مصر ، وبالفحص وجدنا مقالاً للمتنيح العلامة نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي والذى تنيح فى عام 2001 و يوضح الفرق بين السلام لكم .. و السلام عليكم
العبارتان صحيحتان ، مع الفارق بين معنى كل عبارة على حدة
فالسلام ( عليكم ) ، هى عبارة ( تحية ) ، أما السلام ( لكم ) فهى ( دعاء ) .
فأنت تقول لإنسان ( السلام عليك ) عندما تريد ان تُحييه ، فتلقى ( عليه ) السلام اى تلقى ( عليه ) التحية .
ولكنك إذ تقول له ” السلام لك ” فانت تطلب ( له ) هبة السلام ، وترجوها ( له ) .
و قد إستخدم الكتاب المقدس هاتين العبارتين ، فإستخدم ( السلام عليكم ) ، عندما يكون المقصود بالسلام هو
( التحية ) ، و إستخدم ( السلام لكم ) عندما يكون المقصود هو( الدعاء ) بالسلام .
ومن ذلك بالنسبة للتعبير الاول ( السلام عليكم ) ما جاء فى سفر المزامير : سلام على إسرائيل . ( مز 124 : 5 ) ، ( مز 127 : 6 )
و قال المسيح له المجد فى الانجيل لتلاميذه : ومتى دخلتم بيتاً فألقوا عليه السلام . ( مت 10 : 12 ) ، ( مت 5 : 47 )
وقال أيضاً لتلاميذه : ولا تسلموا فى الطريق على أحد ، و أى بيت دخلتموه ، فقولوا أولاً : السلام على هذا البيت .
فإن كان هناك ابن السلام فسلامكم يحل عليه . ( لو 10 : 5 – 6 )
وجاء فى الانجيل عن القديسة مريم العذراء انها دخلت بيت زكريا وسلمت على إليصابات . ( لو 1: 40 )
وقالت الملائكة يوم ميلاد المسيح له المجد وعلى الارض السلام( لو 2 : 14 )
وبعد الحُكم بالصلب يقول الكتاب المقدس :” ألبسوه رداءً ارجوانياً و ضفروا تاجاً من الشوك
ووضعوه على رأسه ، و راحوا يحيونه قائلين ” عليك السلام يا ملك اليهود ” ( مر 15 : 17 – 18 )
وجاء عن القديس بولس الرسول أنه :” لما نزل من قيصرية صعد و سلم على الكنيسة ” ( أع 18 : 22 )
وقال أيضاً سفر الاعمال :” ولما أكملنا السفر فى البحر من صور أقبلنا إلى بتولمايس ، فسلمنا على الاخوة ”
( أع 21 : 7 ) وقال القديس بولس فى رسائله :” سلموا على بريسكلا و اكيلا العاملين معى فى المسيح يسوع “
( رو 16 : 3 ) “سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة ” ( رو 16 : 16 )
” يُسلم عليكم تيموثاوس العامل معى .. و أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة ، أسلم عليكم فى الرب .
يُسلم عليكم أراستس ، خازن المدينة .
كنائس المسيح تُسلم عليكم ” ( رو 16 : 21 -23 ) والكثير من الآيات التى تشمل هذا التعبير .
أما التعبير الآخر ( السلام لكم ) ، فهو كما قلنا دعاء بالسلام إذا كان الدعاء من مخلوق لبشر
فإذا كان من الله فهو منحة وهبة و عطية من رب السلام و مانحه .
وقد ورد كثيراً بهذا المعنى : فمن قبيل الدعاء من مخلوق لبشر : قول عبد يوسف الصديق لأخوة يوسف :
” سلام لكم . لا تخافوا ” ( تك 43 : 23 ) وقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم : ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة “
. ( لو 1 : 28 )و من قبيل المنحة والهبة و العطية من عند رب السلام ومانحه : قول المسيح له المجد لمريم المجدلية و مريم الأخرى بعد قيامته المجيدة :” السلام لكما ” ( مت 28 : 9 )
ولتلاميذه عندما ظهر لهم فى العلية :” السلام لكم ” ( لو 24 : 36 ) ، ( يو 20: 19 ، 21 ، 26 ) .
ولقد إستخدم القديس بولس الرسول هذا التعبير فى فاتحة رسائله الى الكنائس التى أرسل اليها رسائله من ذلك قوله لاهل رومية :” النعمة لكم والسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح ” ( رو 1: 7 ) ، ( 1 كو 1 : 3 ) ، ( 2 كو 1 : 2 ) ، ( غلا 1 : 3 ) ، ( اف 1 : 2 ) ، ( في 1 : 2 ) ، ( كو 1 : 2 ) ، ( 1 تس 1 : 1 ) ، ( 2 تس 1 : 2 ) .
وإستخدمها القديس بطرس الرسول فى ختام رسائله :” سلام لكم يا جميع الذين فى المسيح يسوع “
( 1 بط 5 : 14 ) .
وإستخدم الرسول القديس يوحنا التعبيرين معا فى عبارة واحدة فى ختام رسالته الثالثة :” السلام لك .
يسلم عليك الاحباء سلم على الاحباء بأسمائهم ” ( 3 يو : 15 )و منه يتضح أن قوله ” السلام ( لك ) فيه ( دعاء ) وطلب إلى الله ان يمنحه السلام .
أما قوله : ” يسلم عليك الاحباء سلم على الاحباء بأسمائهم ، فالمقصود هو تبليغ التحية .
وبهذا المعنى يقول الكاهن فى القدّاس للشعب عددا من المرات : ” السلام لكم ” .
والمعنى انه يدعو لهم بالسلام ، ويرجو لهم من الله السلام
و يسأل من أجلهم ان يمنحهم الله السلام .