نرصد وعلى عدد من الحلقات المناطق التى وقعت بداخلها أحداث طائفية ، وتشمل هذه المناطق المحافظات – المدن – المراكز – القرى – النجوع ، وتم بداخل هذه المناطق حرق لمنازل لأقباط – قتل بسبب الهوية الدينية – إغلاق كنيسة أو مضيفة داخل هذه المنطقة .
فى كل حلقة من هذه الحلقات سنرصد منطقة معينة لنصل فى النهاية إلى تغطية كل بقع الفتن الطائفية داخل الدولة المصرية ، وندون للتاريخ كيف عانى المسيحيين بمصر داخل هذه المناطق لا لشىء سوى أنهم يدينون بديانة مختلفة عن الأغلبية فى محاولة منا لوقف هذه الأحداث الطائفية وعدم تكررها ، ورفع المعاناة عن جزء أصيل من أبناء هذا الوطن وهم مسيحيو مصر واليوم سنرصد الأحداث الطائفية التى وقعت فى قرية فاو بدشنا
أين تقع قرية فاو
تقع قرية فاو بمركز دشنا بمحافظة قنا التى تقع فى أقص جنوب مصر وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة بنحو 600 كيلو متر تستغرق نحو تسع ساعات بالقطار ، و 7 ساعات بأتوبيسات النقل الخاصة التى تسير بالطريق الصحراوى ، تتكون من عدد من المراكز وهى
مركز أبو تشت – مركز فرشوط – مركز نجع حمادي -مركز الوقف -مركز دشنا -مركز قنا عاصمة المحافظة -مركز قفط – مركز قوص – مركز نقادة ، وذلك بعد فصل مركزي أرمنت وإسنا عنها وضمهما إلى محافظة الأقصر الجديدة وذلك بعد قرار تحويل الأقصر من مدينة ذات طابع خاص إلى محافظة فى سنة 2009.
ما هو الحدث الطائفى داخل القرية
تعرضت كنيسة السيدة العذراء و الأنبا موسي بقرية فاو بحري بدشنا الي أحداث طائفيه مع بداية عام 2020 حيث تم إلغاء صلاة قداس رأس السنة ، ومنع المصلين من قبل المسئولين من جراء تهديدات المتشددين بحرق بيوت الأقباط .
ومع اقتراب الأعياد وقتها لاحظ أهالي القرية عبارات تحريضية “لا للكنيسة” علي الأكشاك و الحوائط .
و قال شهود العيان وقتها بأن المسيحيين رفضوا مغادرة الكنيسة بالرغم من تعليمات رجال الأمن بإلغاء الصلاة وظل المسيحيين يهتفون كيراليسون قرابة ساعة حتي انتشر خبر حرق احد منازل القرية بدون خسائر في الأرواح أو المواشي المنزل ملك لصلاح حشمت عدلي ويقع بجوار الكنيسة ، وفوجىء المسيحيين وقتها بصدور قرار من نيافة الأنبا تكلا بإلغاء الصلاة بعد أن فرح مسيحيى القرية باستقبال السنة الجديدة داخل كنيستهم ، وقع ذلك على الرغم من موافقة الأمن على قرار الصلاة
تقع أقرب كنيسة للأهالي على بعد حوالى 10 كيلو متر بدير الأنبا بلامون
لم تقتصر الأحداث الطائفية فى هذه القرية على بداية عام 2020 ولكن بدات بالفعل فى عام 2016 بالرغم من خضوع الكنيسة للترخيص قبل التقنين إلا أنه فى ذلك الوقت تم حرق ماكينة مياه مملوكه لأحد أهالي القرية
وقيد الأمر ضد مجهول لترهيب الأهالي من ترخيص الكنيسة وعدم الصلاة
استمر الوضع منذ عام 2016 حتى بداية 2020 حينما حدثت شائعة انطلقت من احد المساجد
تؤكد بأنه تم تقنين الكنيسة رسميا علم الأمن بالشائعة ، وكل ما فعله الأمن وقتها هو وضع حراسات حول عدد من الكنائس بالمنطقة وبيوت المسيحيين منعا لحرقها دون اتخاذ قرارات قوية تجبر المتطرفين على التراجع عن حرق الكناس وحرق المنازل وفتح الكنيسة
إلى هنا وانتهت تفاصيل فتنة طائفية فى قرية فاو بمركز دشنا بمحافظة قنا وانتظرونا فى الحلقة القادمة من حلقات الطائفية فى مصر فى مكان أخر
السؤال الأهم فى كل الوقائع الطائفية
يبقى السؤال الأهم فى كل الوقائع الطائفية ما الذي يضر البعض من صلاة الأقباط في كنيستهم؟!
إن حرية العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية من بديهيات حقوق الإنسان وحق أصيل للمواطن وحق دستوري مقرر له لا يجوز المساس به دون مسوغ ولا الانتقاص منه بغير مقتضى، لذا فإن الاستجابة للدعوات المطالبة بعدم إقامة الكنائس رغم استيفاء كافة الإجراءات القانونية إجراء معيب ومخالف للدستور والقانون.
و أن منع الأقباط مَن الصلاة وإقامة كنيستهم مخالف لكافة الدساتير المصرية المتعاقبة والدستور الحالي في مادته (٦٤ )، ومخالف أيضاً لقانون بناء الكنائس رقم 80 لسنة 2016 الذي يقرر أنه لا يجوز منع أو وقف ممارسة الشعائر والأنشطة الدينية في أي من هذه المباني وملحقاتها لأي سبب كان، ولا يُوجد أي قانون في الدولة يمنع حرية العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية .
لذلك يجب على كافة السلطات المعنية بالدولة أن تتحمل مسئولياتها الدستورية والقانونية والتدخل السريع والعاجل لحل هذه الأزمات، ولعل الحل الوحيد الآن هو تطبيق دولة سيادة القانون وإحترام مبدأ المواطنة والاستجابة لمطالب الأقباط العادلة بإستصدار الموافقات اللازمة لأقباط قرية فاو بحري بدشنا بقنا للصلاة فوراً ، وفتح كافة الكنائس الآخري المغلقة بالمخالفة للدستور والقانون ومباشرة الأقباط لشعائرهم الدينية بحرية كاملة، ومعاقبة من تسبب في أحداث هذا الحريق، ومحاسبة الموظفين المقصرين في التعنت مع الأقباط وإحالتهم للتحقيق وإذا ثبت تقصيرهم يتم إستبعادهم من مناصبهم.
كما نطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفيّة الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم 602 لسنة 2018 م إتخاذ كافة التدابير الإحترازية اللازمة وفقاً للقانون لمواجهة مثل هذه الأزمات لمنع حدوث أحداث طائفية تضر بمصلحة البلاد وإيجاد حلول فعالة لكافة القضايا العالقة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه النيل من سلامة وأمن المجتمع ووحدة المصريين.