نازك شوقي
ونحن على أبواب حرب عالمية ثالثة العالم كله يترقب الأحداث فى خوف وحذر.. التصعيد بين كل الأطراف لا يتوقف.. العقوبات الغربية تنهال على رأس روسيا.. والقيصر يقابلها بلا مبالاة ويمضى فى طريقه.. التصعيد يستمر.. وتنهال المساعدات العسكرية من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا على الجانب الأوكرانى الذى مازال صامدا مخالفا كل توقعات سقوطه فى أيدى الدب الروسى خلال ساعات.
زيادة تشابك الموقف وتعقيده جعل الجميع يستدعى وقوع الأسوأ.. البعض بات لا يستبعد وقوع حرب عالمية ثالثة، رغم تأكيد الأمريكان والأوروبيين أنهم لا يريدون الحرب لكن الروس يرون أن ما يفعله الغرب تهديدا لمصير أمتهم، وعليهم فعل كل ما يلزم لحماية تلك الأمة حتى لو كان استخدام السلاح النووى.
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمر بوضع “قوات الردع” النووية فى حالة تأهب قصوى.. والغرب ندد وشجب لكنه تأهب أيضًا للرد بالمثل.. والعالم كله يتساءل ماذا سيحدث لو اتخذ القرار الأصعب.. هى ثوانى فقط ثوانى قادرة على تحويل الكوكب إلى جحيم.
ماذا لو نشبت الحرب النووية؟.. بخلاف ملايين الضحايا وخسائر لا تقدر بثمن.. فإن العلماء يقولون إن أبسط الأضرار سيكون تغير مناخ العالم لسنوات وتدمير طبقة الأوزون على مدار 15 عاما.
علمونا فى المدارس قديما أن طبقة الأوزون لها دور فى حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، لكن الحرب لا تعرف ذلك، والكل سيدفع الثمن الإنسان والبيئة.
من ينجو من الحرب سيكون عليه مواجهات مخاطر جسمية، لاسيما أن العلماء دائما ما يربطون بين المستويات العالية من الأشعة فوق البنفسجية وأنواع معينة من سرطان الجلد، وكذلك إعتام عدسة العين والاضطرابات المناعية.
ورغم مرور عقود من الزمن.. البشرية لم ولن تنسى ما حدث فى مدينتى هيروشيما وناجازاكى.. ولحظات إسقاط الولايات المتحدة القنبلة الذرية فى نهاية الحرب العالمية الثانية.. نعم كانت لحظات لكن دفع ثمنها الملايين معاناة استمرت لعشرات السنين.. فهل يكرر العالم المأساة؟.