أمل فرج
أثارت روسيا في استمرارها لقذف أوكرانيا، انتفاضة العالم، رغم العقوبات التي فرضتها كثير من الدول عليها، فضلا عن العزلة العالمية التي تهدد بها روسيا، في حال استمرار بوتين في غطرسته، واستمراره في الغزو على أوكرانيا، وقتل وتشريد الأوكرانيين، وقد لوحت باستخدام النووي، كرد للعزلة العالمية التي حذرت منها دول حلف الناتو، التي قد تتعرض لها روسيا، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، أو إذا ما تطور العدوان، الأمر الذي لا نعلم مداه، ولا يمكن الجزم بعد بما قد يتعرض له العالم جراء حرب روسيا في أوكرانيا.
وقد أشار الرئيس الأوكراني في أخر تصريح له، لخطر يهدد العالم بسبب ما تفعله روسيا، فضلا عن نصيحته التي وجهها لدول أوروبا إلى زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قائلا إن “روسيا ستتقدم في بقية أوروبا إذا لم يحدث ذلك”، وأضاف أنه على العالم ألا يتوقف عن مساعدة أوكرانيا، وأن بلاده بحاجة إلى الطائرات الحربية. وننشر تفاصيل تصريحاته الأخيرة.
تحديات الغزو الروسي في أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي في آخر تصريح له : نحتاج إلى ضمانات أمنية وقلت هذا منذ البداية.
وأضاف المسؤول: لا تواجه القوات الروسية جنوبي أوكرانيا تحديّات كبيرة كما يحدث معها شمالي البلاد، وأن القوات الروسية ما تزال على مسافة 25 كلم خارج مركز العاصمة كييف.
وتابع المسئول: لا تواجه القوات الروسية جنوبي أوكرانيا تحديّات كبيرة كما يحدث معها شمالي البلاد.
وأكد المسؤول على أن الولايات المتحدة ستستمر في تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخبارية.
وتتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم الثامن على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير الجاري.
منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني
واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير الجاري، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي “دونيتسك” و”لوجانسك” جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الأوروبيين.
وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية “ثالثة”، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
تصريحات الاتحاد الأوروبي
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش “أجواءً أكثر سوادًا” منذ الحرب العالمية الثانية، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حزمة عقوبات على روسيا، ستكون الأقسى على الإطلاق.
القوات الروسية تنسف البنية التحتية لأوكرانيا
وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.
وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد.
وقال زيلينسكي، في خطاب موجه إلى الشعب الأوكراني، إن القوات الروسية شنت ضربات على مرافق للبنى التحتية العسكرية وحرس الحدود.
وأشار الريس الأوكراني إلى أنه في ظل هذه التطورات أجرى اتصالا مع نظيره الأمريكي جو بايدن، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد شرعت في إعداد ردها على الإجراء العسكري الروسي، حسبما ذكر زيلنسكي.
وسعيًا لوضع حدٍ للحرب المندلعة في أوكرانيا، بدأت المحادثات بين الجانبين الروسي والأوكراني في مقاطعة جوميل عند الحدود البيلاروسية.
وقبل أن تتطور الأوضاع بوتيرةٍ متسارعةٍ، كان الوضع محتدمًا في منطقة دونباس، جنوب شرق أوكرانيا، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة “دونباس”، جنوب شرق أوكرانيا.
وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام ” على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك”.
ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني، في الوقت ذاته، بأن بلاده “ستدافع عن نفسها” في مواجهة أي “غزو روسي”، حسب قوله.
وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ”غزو” أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.
إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن “هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت”.
روسيا تصرح بأهدافها
لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.
ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف “الناتو” بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.