الأحد , ديسمبر 22 2024
العشر جنيهات

جبل العصر !

يقولون إن ورقة العشرة جنيهات تطير بسرعة البرق حتى أننا لا نلحق رؤية ما عليها أو فهم دلالة صورها.

لورقة العشرة جنيهات وجهان: إسلامي مكتوب بالعربية وعليه صورة مسجد قاهري شهير، والوجه الآخر الذي نراه في هذا المنشور مكتوب بالانجليزية وعليه صورة تمثال أحد أشهر ملوك مصر القديمة وصاحب الهرم الثاني والذي حكم بلادنا قبل 4500 سنة مضت في الأسرة الرابعة: الملك “خفرع”.

للتمثال الموجود حاليا في المتحف المصري تصميم فريد إذ نجد فيه المعبود حورس صقرا يحيط برأس خفرع من الخلف، يوجه خطاه بكل حزم وتصميم وكأنه يقود مسيرته في تجسيد مباشر لسلطة السماء (الرب) وسلطة الأرض (الحاكم).

تمثال خفرع الشهير منحوت في صخر ناري انبثق من صهير اللهيب من باطن الأرض، اختلف الجيولوجيون في تحليل عناصره ما بين “الديورايت” و”النايس”.

الأمر غريب حقا، خفرع ملك مصر في بواكير الأسرات الأولى أي مهد الدولة المصرية القديمة، وهذه الصخور هي الأقدم عمرا في الأراضي المصرية، فالديورايت يقدر عمره ما بين 800 و 900 مليون سنة مضت

أما صخور النايس gneiss فهي الاقدم في الأراضي المصرية، ويذهب العلماء إلى أن هذه الصخور ظهرت في أرض مصر مع بداية تشكيل القشرة الأرضية في بلادنا، بل تشكيل القشرة الأرضية في كل عموم إفريقيا

والرقم المطروح يصعب تخيله لغير المتخصصين إذ يعود عمر هذه الصخور إلى 1700 مليون سنة في الحد الأدنى وتبلغ في أعلى التقديرات نحو 3000 مليون سنة (3 مليار سنة) !!

الأمر الغريب الثاني في صخور النايس أنها لا تنتشر في كل مكان في مصر، بل توجد في مناطق نفوذ بعينها وفي خطوط عرض الجنوب المصري دون سواه.

خفرع الذي بنى الهرم الثاني في الجيزة ومعه على الأرجح أبو الهول لم يكن لديه أية صخور ديورايت أو نايس في محيط الشمال المصري الغارق في الصخور الجيرية والرملية والطفلية الهشة.

من أين أتى بهذا الصخر الفريد؟ذهب الجيولوجيون والجغرافيون المصريون قبل 4500 سنة إلى خرائطهم الجيولوجية ليعثروا على جبل نادر في إقليم بلاد النوبة في منطقة تقع اليوم إلى الغرب من أبو سمبل، وتعرف اصطلاحا باسم “جبل العصر”.

في تلك المنطقة في أقصى الجنوب المصري اقتطع النحاتون صخورا ضخمة أقاموا منها عديدا من التماثيل لخفرع ومنها التمثال الذي يظهر على ورقة العشرة جنيهات.

الدهشة الثالثة التي تنتابك هي أن أكابر علماء الجيولوجيا البنيوية في العالم اليوم يعتقدون أن أرض مصر نمت فوق مجموعة من الأقواس البنيوية التي كانت أشبه بالعمود الفقري الذي تجمع حوله بقية “اللحم والدهن” للأراضي المصرية، ومن بين هذه الأقواس البنيوية في عمود مصر الفقري قوس شهير أعطوه اسم Chephren وهي الكلمة الإنجليزية لاسم “خفرع” ويقصدون بها المنطقة التي تم منها اقتلاع صخور تماثيله في غرب بلاد النوبة.

تخيل أنه كان بوسعنا أن نعرف كل هذه المعلومات، لو كانت ورقة العشرة جنيهات تتمهل قليلا.

منقول من صفحة الدكتور عاطف معتمد

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

جهاد الكريسماس

وتم بحمد اللات أول تفجير إرهابي موفق بمناسبة أعياد الكريسماس بتاعة المسيحيين بألمانيا وسيوافونا بالتالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.