لم تكن قصة الربيع العربى التى هبت فاجأة لتغيير الأنظمة الدكتاتورية فى الدول العربيه قد جاءت بمحض الصدفة ولكنها كما نعرف أنها جاءت نتيجة تامر الدول الغربية على تلك الدول العربية مستغلة الظروف التى تعيش فيها مواطنى تلك الدول تحت الأنظمة القمعية التى عفى عليها الزمن .
ليس هذا فحسب بل قامت الدول التأمرية بمساعدة اليمين المتطرف لكى يستحوذ على السلطة .
حتى يتستثنى لهم السيطرة على تلك الأنظمة الجديدة وتحقيق مايريدون .
فلم تكن كلمة الفوضى الخلاقة قد جاءت من فراغ .بل لها قواعد لم يعيها الكثيرين إلا بعد فوات الأوان .
كانت من اهم قواعد الفوضى الخلاقة هى السيطرة على تلك الانظمة الجديدة
التى قامت تحت رعايتها هذا من جانب .
اما الجانب الاخر والمهم هو تصدير جميع الإرهابيين الذين يسكنون العالم بالرحيل
لبلادهم لعلهم ينولون شيئ من نسيم هذا الربيع حتى أذا تصارعوا فيما بينهم .
فقد كفاهم شرهم وتهديداتهم ويكون الصراع فيما بينهم .
وقد تعلمت أمريكا أن تجربة تفكيك وغزو العراق لن تتكرر مرة أخرى مع دول الربيع العربى الذى فطن لتلك الحيلة مبكرا.
وخاصة بعد أن بدأت وسائل الإعلام الموجهه للخراب فى بث سمومها ومحاولة تقسيم شعوب الربيع العربى ولكن دون فائدة.
وأيقنت أمريكا وغيرها من الدول والجماعات والخونة أنه ليس هناك سبيل لتفكيك تلك الشعوب العربية فى ظل الغطاء الشعبى الذى يقف بجوار دولته.
وهنا قالت أمريكا مقولتها (أنه لا تستطيع دولة مهما بلغت من قوتها أن تحارب شعب) وهنا تكسر أول حلم لهم تحت أقدام الشعوب المتامسكة .
ولم يتبقى لها سوى مساعدة الجماعات الموالية لها لعل وعسى أن ينجحوا فى شق الصف الوطنى وخوض حرب أهليه على غرار سوريا وليبيا والسودان.
فكان الغياب الفكرى والتعتيم الحكومى المتعاقب على أفعال ومخططات تلك الجماعات وذلك بعد توغلهم فى المجتمع وظهورهم بمظهر المغلوب على أمره ومساعدة المجتمع مما يقدمونه من أفعال الخير جعلت ألانظمة الحاكم لا تستطيع أن تبين حقيقتهم للشعب .
مما جعل لهم صدا واسع جعلت جموع الشعب تقف بجوارهم .وهذا ما عجل لهم من أن يتربعوا على سدة الحكم وهم متاكدين أن الانظمة البالية لن تتفوه بكلمة عنهم وعن مأربهم تحت ظل ظهير شعبى غاضب قام بثورته ناقما على تلك الانظمة.
فكانت الخطوة الاولى لتلك الدول التامرية أت تكون تلك الجماعات فى سدة الحكم كما هو مرسوم لها .وفى سببيل ذلك أن تقوم تلك الجماعات بجلب جميع الإرهابين لديها لتكون ظهيرا قويا يحميها فى لحظة انقلاب الشعب عليها وبذلك يتقاتلون فيما بينهم .
وقد كان من غباء تلك الجماعات أو اليمين المتطرف أن سارعوا بجلب هؤلاء الإرهابيين ليستوطنوا دول الربيع العربى تمهيدا لتفكيها ومحاربة مؤسساتها.
ولكن كل هذا سقط فى عشية وضحاها عندما قامت ثورة ال30 من يونيو التى تكسرت تحت أقدامها طموحات الدول التامرية وكذلك الجماعات التى حلمت فى لحظة ما أنها لن يسقط نظامها إلى أن تقوم الساعة .
وهنا أصبح اليمين المتطرف ومن يساعدوهم قد وقع فى المصيدة مابين مطاردة المؤسسات لهم من الجيش والشرطة وبين الشعب الذى كشف خداعهم وزيف شعاراتهم .
فكان قتالهم واجب بعد أن إنكشفت وجوههم القبيحة وكرههم لوطنهم .فأصبحوا يتساقطون مثل الغربان دون نصير لهم.
وتخلى الدول التامرية عنهم بعد أن أيقنت سقوطهم .
إنهم الأن يتخبطون يحاولون أن ينجوا بأنفسهم أو مابقى منهم من تلك المصيدة التى أوقعوا بأنفسهم فيها طمعا مما وعدوا من اموال وجاة.
المصيدة لم تكن بمصر ولكن المصيدة أيضا نصبت لهم فى سوريا فهذه حمص قد أصبحت تحت يد الجيش الوطنى بعد أن أستسلموا هؤلاء الإرهابيين وتركوا أسلحتهم وفروا بانفسهم بعد أن تخيلوا انهم جاؤ للجنة فوجدوا النار بأنتظارهم .
أما مصر فلم يتبقى بداخلها سوى بعض النفايات من هؤلاء الإرهابيين مختبئين فى الجحور خوفا من وقوعهم.
فياأيها الارهابيون هل وجدتم الجنة التى وعدوكم بها المتامرون .