عبقرية الإعلامي الجاهل في مصر تظهر في قدرته على التعامل مع الذكاء المنخفض للرئيس السيسي، فالرئيس يملك قدرات وامكانيات عقلية ضعيفة تبدو واضحة في تناوله للإعلام واللغة والثقافة والكتاب والمجتمع وتاريخ مصر والحفاظ على أرض الوطن والحوار مع خصوم مصر في قضايا الجُزُر والمياه والغاز والبترول والإرهاب!والإعلاميون يعلمون أن أي جرعة زيادة في برنامج يكون فيها ذكاء وعلوم وآداب وفكر لن يفهمها السيسي وستؤدي بهم إلى الطرد من اسطبل ماسبيرو!
لذا كان لا بد من التبادل الجاهل بينهم وبين الرئيس؛ نعطيك تفاهات وتغض الطرف عن جهلنا، نُحوّل الإعلام إلى سخافة، وتقوم أنت بحمايتنا، نختار أحقر من فينا لتقديم التوك شو وتضمن لنا الاستمرار والثراء، نبرر كل جرائمك وتمنحنا سطوة وسلطة على أجهزة الدولة، نعمّم ثقافة سطحية حتى تفهمها أنت، وتضعنا أنت في حمايتك وتحت حذائك.علاقة غريبة وعبودية بلهاء ووقاحة استغلال لطبقات الشعب التي تعيش على ما تبثه الشاشة الصغيرة.
النتيجة هي استمرار الاثنين معا: إعلام جاهل وحقير ووضيع مع رئيس ثقافته قريبة من نقطة الصفر.تلك هي المعادلة التي لا تتخيلها شعوب حُرة، ولكن المصريين يتمسكون بالخوف منه لنجاة أنفسهم.
إذا لم تشعر بالقرف لدى مشاهدتك التلفزيون المصري فأنت مريض تحتاج لعلاج، وإذا لم تشعر بنفس القرف وأنت تستمع للسيسي في خطاباته وأحاديثه وجهله ولغته السقيمة ومعلوماته الصفرية واحتقاره لشعبه فأنت أيضا تحتاج لنفس الطبيب النفسي المعالج.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج