الخميس , نوفمبر 21 2024
القمص أنسطاسي الصموئيلي

نياحة حبيب المعاقين وأخوة الرب

نياحة القمص أنسطاسي الصموئيلي

أبونا انسطاسى الصموئيلى هو أب راهب كبير مدقق جداً في نسكياته الرهبانية، وقد وهبه السيد الرب نعمة خاصة في محبة المتألمين والمجروحين والمنبوذين والمتروكين.

وقد بدأ قدس أبينا “أنسطاسي” بخدمة هذه الفئات المتألمة المتروكة منذ ما يقرب من 30عاماً، فأحبوه والتفوا من حوله، وأصبح يحتل مكانة كبيرة جداً في قلوبهم، ساعد آلاف المساكين من المعاقين حركياً وبصرياً وسمعياً، ومرضى معهد الأورام، ومرضى المستشفيات، والمسنين، والأرامل والأيتام، وأخوة الرب الأصاغر، والصم والبكم، والآسر المستورة، وأطفال الملاجئ، وطلاب الجامعات المعوزين، والمسجونين، وآسرهم

والسودانيين المغتربين في مصر، نظراً لما يقدمه لهم هذا الأب العطوف من محبة ورعاية واهتمام وحنو حتى صار كالشجرة الوارفة التي يستظلون تحتها من شمس الضيقات الحارقة.

أنه أب حنون جداً، وعطوف للغاية، ومدهش في عطائه، حتى أصبح في نظر الكثيرين من شعبنا أنبا إبرام عصرنا.

أنه امتداد لآبائنا الرهبان القديسين العظام الذين لم يخلو جيل منهم.

وأما على المستوى الروحي، فهو أب راهب ناسك مدقق وشديد الالتزام، عزل نفسه عن شهوات العالم وضجيجه منذ عقود طويلة، وقدسه لا يجادل، ولا يخاصم، ولا يقحم نفسه في أي أمر من أمور هذا العالم، لذلك فهو يعيش في سلام دائم. ويرى قدسه إن جميع البشر (حتى المتطرفين منهم) أنهم خليقة الله الحسنة.

وقد تلمذ الكثيرين، بعضهم أصبحوا آباء أساقفة، وأمناء أديرة، وآباء كهنة (رهبان، ومتزوجين)، وبعضهم الآخر شمامسة إكيليريكين مكرسين، ومئات من الخدام والخادمات.

وبالرغم من أهمية شخصه، وأهمية الدور الرعوي الكبير الذي يقوم به داخل الكنيسة من عشرات السنين، إلا أن قدسه قد أختار الاختباء وراء الصليب، لذلك فهو مبتعدٌ تماماً عن الأضواء، ويندر جداً أن يتناوله الإعلام الكنسي.

فقدسه يرفض الحديث عن نفسه, وعندما يسلم المساعدات الشهرية للغلابة، أو يقدم أي مساعدة لإنسان، يقول (يا بركة يسوع).

فمحور خدمته هو إعطاء المجد لله، لذلك فقدسه ينكر نفسه دائماً، ويخفيها ليظهر مجد الصليب.

قدس أبونا “أنسطاسي الصموئيلي” هو إنسان متواضع جداً، لذلك اعتذر أكثر من مرة عن سيامته أسقفاً، متعللاً في “اتضاع عجيب”، بأنه غير مستحقٍ لهذه الكرامة. لذلك يتعجب المرء كثيراً حينما يرى بعضاً من تلاميذ تلاميذه قد أصبحوا أساقفة، بينما أصر قدسه على البقاء كما هو في درجة القمصية.

واب اعترافه كان البابا شنودة من بداية رهبنته.

من أحد القيادات الكنسية المرموقة، فلقد تولىَ المسئوليات التالية:

1- أمين دير الأنبا صموئيل المعترف.

2-  نائب بابوي على الإسكندرية.

3- سكرتير قداسة البابا.

4- عضو في لجنة البر برئاسة قداسة البابا.

5- عضو في لجنة الرعاية مع الأنبا باخوميوس.

6- المشرف الروحي على طلبة الكلية الإكليريكية الرئيسية بالأنبا رويس.

7- المشرف الروحي على أسرة الأنبا إبرام لخدمة الذين ليس لهم احد يذكرهم.

قدس أبونا ينتمي إلى مدرسة رهبانية آبائية شديدة التدقيق، وتتميز بـ “السبي”القلبي في الحب الإلهي، ولعل هذا ما يوضح لنا ارتباطه الروحي القوي بالقديس مار إسحق السرياني “الشيخ الروحاني”.

قدسه راهب متوحد، وكان يقيم داخل مغارة منحوتة في جبل خارج حدود دير الأنبا صموئيل المعترف.

قدسه من الأبناء الروحيين لقداسة البابا كيرلس، ومن المحبين جداً لقداسة البابا شنودة.

 قدسه كان ابناً في الاعتراف للأب القديس ميخائيل إبراهيم.

وبالرغم من هيبته الطاغية، وشخصيته وشدته المعروفة، وعدم تساهله مع أي مخطئ في حق المسيح، والكنيسة، إلا أنه لا يعاقب المخطئ فوراً، حتى لا يشعر بصغر النفس، بل يتلطف معه، ويحنو عليه أثناء “الاعتراف”، ويحرص على عدم جرح مشاعره، وعندما يراه أنه قد بدأ يشعر بندمه، يقوم بتوقيع التأديب عليه لعلمه بأنه سوف يتقبل التأديب الكنسي برضا واقتناع.

أما في مجال الخدمة الرعوية، لا سيما مع الفئات المتألمة، فتجده إنسان آخر تماماً! ! فهو عبارة عن كتلة متفجرة من الأبوة الحانية الرحيمة والمترفقة، وهذا هو التكامل الإعجازي في شخصه الأبوي المحبوب، والغالي على قلوب كل أبنائه وبناته في المسيح.

فأبونا “أنسطاسي” هو (اللين، والشدة)، (الحب والحزم)، (الأبوة والأخوّة).

هو الأسد في الدفاع عن الحق.

وهو الوديع في تعامله مع كل متألم وجريح.

بل والحقيقة إن الطابع الغالب على شخص قدسه هو (الرفق واللين) فمشاعر قدسه رقيقة جداً، إذ لا يحتمل رؤية أحد يبكي أمامه، وهذه ظاهرة لاحظتها في الكثيرين من الآباء الرهبان.

و خدمة أبونا انسطاسى تشمل:

أولا: خدمة المرضى بالمستشفيات.

ثانياً: خدمة المعاقين والمعاقات.

ثالثاً: خدمة المكفوفين والمكفوفات.

رابعاً: خدمة الصم والبكم.

خامساً: خدمة المسنين والمسنات.

سادساً: خدمة بيوت الإيواء (الملاجىء).

سابعاً: خدمة الرعاية اللاحقة.

ثامناً: خدمة أخوة الرب.

تاسعاً: خدمة الحالات الخاصة.

عاشراً: خدمة النازحين من السودان.

حادي عشر: خدمة المساجين وآسرهم.

ثاني عشر: مساعدة الطلبة والطالبات في مراحل دراستهم.

ثالث عشر: مساعدة الفتيات فى مراحل الزواج.

رابع عشر: خدمة الذين ليس لهم احد يذكرهم بفئاتها المختلفة.

خامس عشر: معاهد الاورام.

سادس عشر: خدمة اولاد الشوارع.

سابع عشر: خدمة ملاجىء الايتام وبعد خروجهم الخدمة اللاحقة لمتابعتهم روحيا ومادياً (ثمانون ملجأ).

ثامن عشر: تدريس ارشاد روحى لتثبيت الايمان فى معهد الرعاية.

شاهد أيضاً

الكنيسة الكاثوليكية

أضاءة الكاتدرائيات والكنائس الكاثوليكية بلون الدم تضامناً مع المسيحيين المضطهدين في يوم الأربعاء الأحمر

أشرف حلمي أضاءت الكاتدرائيات والكنائس والمباني الكاثوليكية حول العالم باللون الأحمر أمس الأربعاء الموافق ٢٠ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.