الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
محفوظ مكسيموس

لا تُصدّعوا السماء

أتعجب كثيرا لإقحام السماء فيما يحدث في أوكرانيا حاليا و مناشدة الصلاة من قبل كثيرين لأجل توقف الحرب. النوايا الطيبة لا يؤخذ علي صاحبيها عتاب و لكنها أيضا تتسم بعدم الموضوعية فالمضحك أن جميع الأديان ينضح تاريخها بحروب دموية كان معظمها صراع ديني أو لنشره أو لغزو مقدس و لذلك إستعان الدب الروسي برجال الدين و الذين ظهروا ( يباركون ) معدات القتال!!!!!

يا سادة الحروب دائما مقدسة في نظر بادئيها و مرذولة جدا في نظر المتعاطفين مع الأبرياء و لكن في النهاية هي فكرة أزلية سواء لإسترداد حقوق مُهدَّرة أو لحماية مصالح أو حتي لإغتصاب أراضي أو لإحتلال دول أو لوضع اليد علي موارد الغير.

لا تناشدوا السماء لوقف الحروب لأنها ستصم أذناها كعادتها في الحروب فالتاريخ يؤكد أن ملايين الأبرياء راحوا ضحايا حروب سابقة و فقط عليك أن تبحث عن عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية و الحروب الصغيرة

و الأهلية و الإنفجارات: علي سبيل المثال لا الحصر:

العدد الكلي للإصابات و القتلي في العسكريين و المدنيين في الحرب العالمية الأولى والثانية قرابة ١٠٠ مليون إنسان و عدد ضحايا إنفجار هيروشيما ٢٢٠ الف ( في أقل من ٧٢ ساعة ) و عدد ضحايا الحرب في سوريا

( الموثق فقط ) ٣٥٠ الف و لم يسعنا الوقت لإستعراض إحصائيات الضحايا ( الأبرياء ) في الحروب و لكنك تستطيع بضغطة زر علي الإنترنت أن تتجول في إحصائيات كارثية صادمة و العجيب أنه لم يُذكر مطلقا أن السماء تدخلت لحقن الدماء، فالله يا سادة يحكم الطبيعة بأحكام الطبيعة.

“نزاهة الله المطلقة و إحترامه لإرادة الإنسان المطلقة التي منحها إياها تقف حائلا بينه وبين حماقاتنا فلا تصدعوا السماء”

شاهد أيضاً

جورج البهجوري بنكهة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.