الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

الأزمة التي قد تشعل حرباً مدمرة

ماجد سوس

أثناء كتابة هذه السطور أعلنت روسيا اعتبار المنطقتين الانفصاليتن في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، جمهوريتين مستقلتين ولا سيما أنها كانت تساعد هؤلاء المتمردين، بعدها بدقائق أعلن البيت الأبيض أن واشنطن ستفرض عقوبات على أي أفراد أو كيانات تتعامل مع المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا على أنهما دولتان.

أوكرانيا وهي دولة في أوروبا الشرقية تحدها من الشرق روسيا ,ومن الشمال بيلاروسيا، كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية في عهد القياصرة الروس وفي عام 1917 بعد قيام الاتحاد السوفييتي استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، حتى احتلتها روسيا مرة أخرى وأصبحت إحدى الجمهوريات السوفييتية ، وقد كان الزعيم السوفيتي خوروشوف أوكرانياً، وفي عهده وضع شبه جزيرة القرم تحت إشراف مقاطعة أوكرانيا.

في 25 ديسمبر 1991 قام الرئيس الأخير للاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف بإعلان استقالته وأن مكتب رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية قد تم إلغائه وفي الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت موسكو، تم إنزال علم الاتحاد السوفيتي الأحمر عن مبنى الكرملين للمرة الأخيرة في التاريخ.

غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة (جي يو إس)، ظناً وقتها أن بإمكانها السيطرة على أوكرانيا لكن ذلك لم يحصل. فبينما تمكنت روسيا من بناء تحالف وثيق مع بيلاروسيا، كانت عيون أوكرانيا مسلطة دائماً على الغرب. هذا أزعج الكرملين، ولكنه كان مشغولاً بالحرب في الشيشان.

ورثت أوكرانيا قوة قوامها 780,000 عسكري على أراضيها، مزودة بثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم. إلا أنها في مايو 1992، وقعت على معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) والتي وافقت فيها البلاد على التخلي عن جميع الأسلحة النووية لصالح روسيا لتفكيكها وبتقليص الأسلحة التقليدية التي لديها وتخفيض قوات الجيش إلى 300,000

في عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ”العقد الكبير” بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، إلا أنه في عام 2003، نشأت الأزمة الأولى بينهما حيث بدأت روسيا بشكل مفاجئ في بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة “كوسا توسلا” الأوكرانية. “كييف” اعتبرت ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين.

في عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ”العقد الكبير” بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، إلا أنه في عام 2003، نشأت الأزمة الأولى بينهما حيث بدأت روسيا بشكل مفاجئ في بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة “كوسا توسلا” الأوكرانية. “كييف” اعتبرت ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين.

في عام 2008، حاول الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي “نيتو”، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري إلا أن الرئيس الروسي بوتين إحتج بشدة وأعلنت موسكو بشكل واضح رفضها واستطاعت روسيا التأثير على فرنسا وألمانيا واللتان حالتا دون تنفيذ بوش لخطته.

بعدها وفي عام 2013 حاولت أوكرانيا الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، فإذا بموسكو تقوم بالضغط الاقتصادي على أوكرانيا بالتضييق على الواردات القادمة إليها، وإزاء الضغط الروسي وافق الرئيس الأوكراني السابق على تجميد الاتفاقية مع أوروبا فانطلقت احتجاجات واسعة ضده أدت لفراره إلى روسيا في فبراير عام 2014.

في مارس 2014 استغل الكرملين فراغ السلطة في “كييف” من أجل ضم القرم فكانت بداية لحرب غير معلنة حيث بدأت قوات روسية في دعم للمتمردين بمنطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة وشجعت مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك على الإنفصال وخاصة أن من يترأسهما روسيان أما الحكومة في “كييف”، فقد انتظرت حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، لتطلق عملية عسكرية كبرى أسمتها “حرباً على الإرهاب”.

في عام 2019 بواسطة فرنسية ألمانية عقدت في باريس قمة “نورماندي” في وجود الرئيسان الروسي والأوكراني أدت في البداية إلى إحراز نجاح في سحب جنود من الجهتين المتحاربتين من بعض مناطق المواجهة، ولكن محاولة أوكرانيا مرة أخرى الانضمام لحلف النيتو جعل الرئيس بوتين يطلب علنا من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى الحلف كما طلب من حلف الناتو بتخفيض عدد قواته في أوروبا الشرقية لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب.

روسيا اضطرت لنشر حوالي 130 ألف جندي، مجهزين بكامل العتاد من الدبابات والمدفعية والذخيرة والطائرات بالقرب من الحدود الأوكرانية جعلت حلف النيتو يعزز وجوده في أوروبا الشرقية، ونشر سفنا وطائرات حربية إضافية. الرئيس الأمريكي حذر روسيا بإغلاق خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 2” إذا غزت موسكو أوكرانيا وأرسل مع حلف النيتو “قوات النخبة الأمريكية 82” المحمولة جوا، والمتخصصة في الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ في الأزمات في أي مكان في العالم.

التوتر الحادث بين المعسكرين الغربي والشرقي قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية مدمرة، خاصة مع التطور الشديد في أسلحة الدمار.تعليق واحدتمت المشاهدة بواسطة ٤أعجبنيتعليق

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.