واقعة مأساوية شهدتها مدينة الحوامدية بالجيزة، بعدما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على زوج بتهمة احتجاز زوجته لمدة 4 سنوات، وزور لها شهادة وفاة حتى يستولي على الميراث الخاص بها، بعد أن تجرد من الرحمة والإنسانية.
ونرصد تفاصيل الواقعة المأساوية بعد الانتقال للعقار الذي احتجزت فيه الزوجة المكلومة بالحوامدية..
روى عم «سيد» حارس العقار، أن المتهم جاء لطلب استئجار شقة في العمارة التي يحرسها، ولم يكن معه إثبات شخصية سوى رخصة القيادة، وكان هذا في البداية الشهر الحالي الأول من فبراير، أي أنه لم يمر عليه سوى أيام قليلة وهو يسكن هذه الشقة.
وأشار حارس العقار، إلى أن المتهم لم تظهر عليه أي علامات تدل على أنه سيء الخلق أو الطباع، كان في هيئة ملاك، وفي اليوم الذي انتقل فيه للإقامة في العقار لم نشاهد زوجته وكان دائما ما يقول إنها مريضة ولها ظروف خاصة، حتى أننا لم نراها عند حضورها للإقامة معه، لأنه قام بالنقل في ساعة متأخرة من الليل، وفوجئنا أمس بالشرطة جاء للقبض عليه وتم أخذ الزوجة وأطفالها الأربعة لأستجوابهم وكانت صدمة لنا جميعا.
ونظرا للحالة الصحية والنفسية الصعبة التي تعاني منها الزوجة الضحية، لم تقوى على الحديث معنا في الوقت الحالي، خاصة بعد أن علمنا أنها تعاني من ظلم زوجها على مدار سنوات وهو يتنقل بها من مكان لآخر محتجزة بعيدة عن العيون، وتمكنت ابنتها الكبرى أخيرًا من الإستغاثة بالشرطة والكشف عن جرائم والدها.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقي العميد سمير رفعت مأمور قسم شرطة الحوامدية، إخطاراً من شرطة النجدة يفيد بورود بلاغا من طالبة بالصف الأول الثانوي تدعي «ر.ش.ش» تبلغ من العمر 15 عاما، تفيد بتعدي والدها عليها داخل شقة سكنية بمنطقة شارع جمال عبد الناصر، بالحوامدية، على الفور انتقلت قوة أمنية بقيادة الرائد محمد برئ نائب مأمور قسم شرطة الحوامدية، والنقباء حسن مطر، وأحمد الدالي، إلي محل البلاغ.
وبالفحص والمعاينة جاءت المفاجأة، تبين أن محل البلاغ، شقة رقم «15» بالطابق الثالث ببرج مكون من 10 طوابق، وأن الزوج الذي يدعي «ش.ش» يبلغ من العمر 38 عاما، يحتجز بداخل الشقة زوجته التي تدعي «أ» تبلغ من العمر 40 عاما، محل إقامتهم الأساسي محافظة المنيا، منذ أيام.
على الفور تم إخطار العميد أحمد خلف رئيس قطاع الجنوب، والعقيد محمد مختار مفتش فرقة الجنوب، بما أسفر عنه الفحص والمعاينة، على الفور وعقب تقنين الإجراءات القانونية، وبإجراء التحريات والبحث تمكنت قوة أمنية بقيادة الرائد أحمد عصام رئيس وحدة مباحث الحوامدية، والنقيب حسن مطر، من ضبط الزوج، واقتياده إلي ديوان القسم.
وبالفحص والمعاينة تبين أنه يدعي «ش.ش»، يعمل بأحد معامل التحاليل، وله بطاقة تحقيق شخصية أخري بإسم شخص يدعي «محمد» وأنه هارب من حكم قضائي بالسجن لمدة 10 سنوات في قضية تزوير، وأن لديهما أربعة أبناء 3 فى مراحل الابتدائي والأخرى بمرحلة الثانوي.
كما تبين أن الزوج اعتاد التنقل بأطفاله بين محال إقامة متعددة، لضمان عدم إخبارهم أحد بما يفعله من احتجاز والدتهم وضربها، ولم يكتف بضرب والدة أطفاله بل استخرج شهادة بوفاتها على خلاف الحقيقة.
ومع تكشف الحقيقة أنتقل فريق من النيابة العامة بالبدرشين، إلى مسرح الواقعة، حيث أجرت النيابة معاينة دقيقة للشقة مع استجواب شهود عيان من الجيران وحارس العقار للإجابة على كافة التساؤلات وتكوين تصور كامل لما احتضنته تلك الجدران.
هذا ليس كل شئ، فعمد محققو النيابة إلى الاطمئنان على الحالة الصحية للزوجة وأطفالها الأربعة وتقديم الرعاية الصحية له.