الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
مدحت عويضة

القس موريس وصليب القمص مكارى يونان

بقلم: مدحت عويضة

بعد نياحة القمص مكاري يونان, أقام القس مكاري يونان حفل لتأبين صديقة وأستاذة مكاري يونان.

وظهر القس سامح موريس وهو يرتدي صليب القمص مكاري يونان.

وقال أنا أبونا مكارى أعطاه هذا الصليب هدية منه.

إلي هنا تسير الأمور بطريقة طبيعية وإنسانية جميلة ومحمودة ، ولم أكن أتوقع أن الأمر سيتحول لصراع وحرب أرثوذكسية بروستانتية بدأت علي شبكات التواصل الاجتماعي ثم أمتدت لتصل قامات دينية مصرية نكن لها كل تقدير وكل إحترام.

قبل أن اخوض في هذا الموضوع أكرر وأعيد أن الأمور الدينية ليست هي المنطقة المفضلة لي للكتابة فيها.

فأنا المتعلم الباحث في الأديان الذي أخترت وبكل إرادتي أن أكون جاهلا فيما يخص الدين والطقوس ومقارنة الأديان بعد ان قضيت مطلع شبابي باحثا في هذا المجال.

ورغم أنني شخص متكلم ومحاور جيد إلا أنني أجيد الصمت في حوار الأديان سواء كان الحوار بين دينين مختلفين أو بين طائفتين من دين واحد ، اخترت البساطة لقناعتي أن هؤلاء البسطاء هم الآقرب لله وهم الأقرب لملكوت السموات ،عاشرت قديسين يخافون الله ولكنهم لا يعرفون الكثير بل كل ما يعرفونه هو الإيمان بالله المتجسد وبصليب المسيح وقيامته وأنه سيأتي مرة أخري ليدين العالم.

أكتفيت بهذا القدر من المعرفة وتمنيت أن الذي أعان هؤلاء الذين كانوا يجهلون القراءة والكتابة أن يعينني.

نعود للمعركة التي دارت بين الطرفين والتي خلطوا فيها بين المذهب والعقيدة، وكأن علمائنا الكبار لا يعرفون الفرق بين المذهب والعقيدة.

اخطأ القس سامح موريس عندما خلط بين الأثنين وأخطا الجانب الأرثوذكسي عندما أعتبر أن هناك عقيدة أرثوذكسية وبالتالي لا بد أن تكون هناك عقيدة كاثوليكية وأخري أنجيلية و رسولية ورابعة وخامسة وسادسة لأخر الطابور الطويل الذي سيطيل مع تعدد الكنائس.

يا سادة العقيدة هي الإيمان وكل شخص يؤمن بقصة الخلق وخطية أدم وولادة وتجسد المسيح وصلبه وقيامته وأنه سيأتي مرة أخري ليدين العالم هو شخص مسيحي يؤمن بالعقيدة المسيحية.

أما المذهب أو الكنيسة فهي الطريقة التي يختار بها الفرد أن يعبد الله ليصل للملكوت ، الإيمان لا يصل بالشخص للملكوت فالشياطين تؤمن وتقشعر، فخرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني ، والشخص الذي يتبع المسيح ويسلك بحسب كلامه ويجاهد ضد الخطية هو ذلك الشخص المسيحي الحقيقي.

تغالي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تعصبها وأنا كشخص أرثوذكسي أقر وأعترف بذلك ، لدرجة أنك تشعر أن كثير من الأقباط يؤمنون أنهم هم فقط المسيحيون، وأن الخلاص سيكون مقصور عليهم وأن باقي الشعوب لن تدخل الملكوت وهم الذين يطبقون التعاليم الدينية المسيحية وهم الفرقة الناجية الوحيدة، مع أن وعبر الزمن تخلل الكنيسة كثير من الأمور التي لا علاقة لها بالكنيسة الأولي فهل تعلم مثلا أن تقبيل يد الكاهن هو بدعة حديثة جدا؟؟. هل تعلم أن أبائنا كانوا يقبلون يد الكاهن وقت القداس فقط.

ثم ان يغسل الكاهن يده يتوقف الناس عن تقبيل يده؟؟

هل تعلم مثلا ان الماستير الذي قامت الدنيا ولم تقعد بسبب أن البعض طالب بوقف العمل به أثناء كورونا ، لم يكن له وجود في الكنيسة قبل ٣٠٠ سنة.

هل تعلم أن الكاهن لا يستطيع أن يحل لك خطيئة أنت ارتكبتها في حق شخص ما، وعليه أن يوجهك ان تذهب وتعتذر للشخص لأنه الوحيد الذي يستطيع ان يسامحك ، وانت تخطأ في حق الناس وتذهب لتعترف ثم تتناول وتعتقد أنك مبرر أمام الله.

هل تعلم أن الكاهن لا يملك حق منع أي شخص من التناول بل عليه أن يتلوا شروط التناول وعلي من يتقدم للتناول بغير حق يكون حسب قول الكتاب مستوجب الحكم؟؟

وأنا أتفق جدا مع أبونا مكاري والقس سماح موريس أن الكنيسة هي كنيسة واحدة والمسيح له عروسة واحدة وأؤمن أن حيثما أجتمع أثنين اوثلاثة باسم المسيح سيحل المسيح بروحه وسطهم.

أختم مقالي الأية ( بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة. واقفون أمام الخروف, متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل.

هؤلاء سيكونون واحد في المسيح ومن لا يستطيع ان يعيش السماء علي الأرض لن ان يستطيع أن يعيشها هناك. المسيح واحد وله كنيسة واحدة وهناك مذاهب مختلفة.

كفاكم تفرقة بيننا وكفاكم فلسفة تقود للمعثرة أكثر من المعرفة.

علمونا بساطة الإيمان وعلمونا كيف نتحد معا في المسيح.

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.