الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
بلاد الشيلوك

بلاد الشيلوك: انجلترا ترفع العلم العثماني باسم مصر لتحارب فرنسا !

بقلم الدكتور عاطف معتمد

هذا عنوان مركب مربك وملغز أيضا، فبلاد الـ “شِلُك” والتي تكتب أيضا “شيلوك” واحدة من الشعوب “النيلية” التي تؤلف بلاد السودان التي كانت دوما شطرا لا ينشطر عن هوية ومصير ومستقبل مصر.

استدعت مملكة “الشيلوك” اهتمام علماء الأنثروبولوجيا منذ نهاية القرن 19 حين تقدمت فرنسا لاحتلال منطقة “فاشودة” على النيل الأبيض، كي تكون نقطة ارتكاز تصل بين مستعمراتها في القرن الإفريقي على البحر الأحمر والمحيط الهندي ومستعمراتها في الكونغو المطلة على المحيط الأطلنطي.

في تلك الأثناء كان السودان واقعا تحت سيطرة بريطانية، مع تمرد ثوري فوار اسمه الثورة المهدية كاد أن يقلب الوضع رأسا على عقب. كانت بريطانيا تدير السودان تحت مسمى “السودان المصري الإنجليزي”، وهي تسمية بالغة الدهاء توحي وكأن مصر تحكم السودان بمشاركة بريطانيا بينما الحقيقة أن بريطانيا كانت تستخدم اسم مصر قفازا عازلا بينها وبين السودان، وتستخدم اسم مصر كي لا تظهر في الصراع الاستعماري محتلة للسودان فتثير حفيظة فرنسا وإيطاليا وبقية الدول الاستعمارية.

وحين جاءت القوات الفرنسية في 1898واحتلت فاشودة في بلاد الشيلوك نزلت إليها قوات بريطانيا بقيادة “كتشنر”.

ولكي لا يكون الصراع إنجليزيا – فرنسيا رفعت القوات البريطانية علم الدولة العثمانية التي تتبعها مصر من الناحية الاسمية، وقالت إن بلاد الشيلوك أرض مصرية لا يمكن المساس بها، وكادت تقع معركة حامية الوطيس لولا إقتناع فرنسا بالانسحاب من هذه المغامرة الاستعمارية في عمق نهر النيل.

في ظل هذه الأجواء ظهرت بعثات تبشيرية مسيحية وحملات استشراقية ومؤلفات ومراجع عن الشيلوك وبلادهم، وأثارت هذه الأجواء اهتمام نفر من رواد علم الجغرافيا في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، فترجموا وألفوا وسافروا إلى هناك، وجمعوا بعضا من أهم المعلومات عن هذه المملكة الشهيرة المهمة على النيل الأبيض.

في المقال المقبل موجز لأهم ما عرفناه عن الشيلوك في مصر قبل 70 سنة، ولم نعد نهتم به الآن.

شاهد أيضاً

نجيب محفوظ ومقهاه وخان الخليلي ووطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي جسد الروائي العالمي نجيب محفوظ العديد من أعماله الأدبية من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.