بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
** ألو .. صباح الخير .
** صباح النور .. مين حضرتك ؟
** ألله .. أنتَ مش عارفني …
** لا صدقيني .. مش واخد بالي .
بعد هذه المقدمة عرفت من هي . بدأ الحديث بيننا يتشعب والحوار يحمي وطيسه عندما تطرقنا الى موضوع الرجل والمرأة ، والزوج والزوجة والحياة الزوجية .
أعرف عنها الجرأة المحببة . بعض من النساء جريئات . لكن العياذ بالله جرأتهن أعتبرها وقاحة .
أما الجرأة الواعية المتفهمه ، فهي محببة وتشجع الأنسان على الأخذ والعطاء في الكلام ، وماقشة موضوعات الحياة في حرية دون تحفظ .
مما ناقشناه وحمى وطيس النقاش فيه . موضوع الزوج وعمله .
أنها تعتبر نفسها متساوية للرجل ، المساواة التي تعنيها ، أنها تعمل مثلما يعمل . تكتسب من عملها مثلما يكتسب .
تخرج في الصباح الباكر الى عملها وتعود بعد قضاء الثمان ساعات خارج المنزل .
يعود هو مثلها ، كما خرج مثلها في الصباح الفارق بينها وبينه . أنه عندما خرج في الصباح لم يكن عليه اعداد الفطار للأولاد حتى يتناولوه قبل الذهاب الى المدرسة .
لم يأخذ معه أبننا الصغير لتوصيله الى الحضاتة لم يتأكد أن كل شيء تركه في موضعه بالمطبخ حتى لا يضار الأولاد لا سمح الله من أي شيء ترك سهوا ويشكل خطرا عليهم .
ليس له عمل في الصباح غير ” حلاقة ذقنه ” ووضع العطر والتأكد من أن رابطة العنق ” الكرافات ” يتماشى مع قميصه وحلته . الحذاء لابد وأن يكون لامعا .
عليه أن يخرج وهو على ” سنجة عشرة ” كما يقولون .
أما أنا ” الزوجة ” ، فعلي أن أقوم بكل أعمال المنزل . أخرج بعد ذلك وقلبي غير مطمئن . أخشى أن أكون قد نسيت شيئا يحتاج اليه الأولاد .
ما أن أصل الى العمل حتى أسرع بالأتصال بهم للأطمئنان عليهم وسماع مشاجراتهم ومتابعة بقدر الأستطاعة كل ما يدور عن طريق أذني . بعدما أضع السماعة أذا كان بالي مشغولا عليهم ، لا أرتاح ألا بعد الأتصال بهم مرة أخرى .
هكذا أبدأ يومي خمسة أو ستة أيام في الأسبوع . أما بعد أن أنتهي من عملي ، في طريقي إلى البيت أذهب إلى دار الحضانة لأخذ أبني معي ، أدخل مباشرة إلى المطبخ .
لا بد من أعداد الطعام . وأنا أعد الطعام أتقرب إلى الأولاد كل وطريقتي معهم التي أعرفها لأستشف منهم ما حدث معهم في يومهم ، وما ضايقهم سواء في المدرسة أو مع بعضهم بعض أو ما يحتاجون أليه .
أبدأ في ترتيب البيت محاولة أشراك الأولاد معي بغض النظر عن الولد أو البت .
ما أن يدخل هو، حتى أستشف من نبراته هم اليوم كله الذي لقيه في عمله أو وفى هذا وذاك وتلك . يخلع الحذاء في مكان ، والجورب في مكا آخر ، أشكره على تواضعه ووضعه لحلته في مكانها . بعدها يسألني في صوت خشن ليؤكد لي رجولته :
** متى سنأكل !.
أو يخاطبني بلهجة السيد الآمر :
** أنا داخل أنام ، لا أريد أن أسمع صوتا . بعد أنتهائك من أعداد الطعام ، أكون قد أسترحت قليلا .
ينام هو ، وأنكوي أنا بالأولاد والتنظيف والطبيخ والزعاق ، وأسكت الواد وأسكتي يا بت ، وطو صوتكم أبوكم بسلامته نايم . بالله عليك هل تعتقد أن هذا صح ؟
فاجأتني بالسؤال . أردت أن أكون مستمعا فقط لا أدخل في نقاش نعها . لأنني أعرف أنني خاسر . لأنه بالمنطق والعقل .. لا .. أما حسب ما نشأت وتعودت ، فأنا لست أفضل منه .
على الرغم من أنني أقتنعت بأن المرأة تعمل عملا مضاعفا وأحيانا أكثر من مضاعف . تعمل في الداخل والخارج وتربي الأولاد وترعاهم وترعاه هو ” الزوج ” أيضا .
بعد لجلجة مني أجبتها ، بأن الرجل والمرأة عندما يتزوجان تبدأ مرحلة جديدة من حياة كل منهما كما يقول المثل ” الزوج كما عودتيه والأبن كما ربيتيه ” .
فلا تأتي بعد طول العمر والعشرة وتطلبين منه أن يغير ما تعود عليه .
لم تحمله أمه مسؤولية عمل شيء ، وأنتِ في بداية حياتكما لم تطلبي منه تحمل آية مسؤولية أيضا .
كيف بالله عليكِ أن تطلبي مه الأن القيام بأعمال في قرارة نفسه هي خاصة بالمرأة فقط !.
فأذا قام بها سوف يُنقص هذا من شخصيته أمام أبناءه وأمام نفسه .
أنا عن نفسي لا أستطيع أن أتخيل نفسي ماسكا بالصحن وأغسله . أو أقوم بطهي الطعام .
ربما لأنني لا أعرف كيف أطهو، أو لأنني لم أتعود .
جاء ردها سريعا في هذه المرة وقاطع .
أنا لا أطلب من رجلي أو من أي رجل أن يقوم بأعمال الرجل في المنزل .
أطلب منه فقط أن يتعاون مع زوجته .
هنالك الكثير من االأشياء الصغيرة التي أذا قام بها تساعدني وتجعلني أشعر بأنني لستت وحدي في المنزل .
ماذا يحدث أذا وضع حذاءه في مكانه أو أذا جلس مع الأولاد يتحدث أليهم ويرعاهم ، بدلا من النوم !. هل تقوم القيامة لو أعد طاولة الطعام قبل أن نأكل !.
أنه بهذا العمل يضرب المثل لأبنائه عن معنى التعاون والمساعدة ، وأن البيت ليس من شأن فرد واحد بل هو مسؤولية الجميع .
قلت لها بدون شك عندك حق . التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة هو أهم شيء .
تحدثنا بعد ذلك في أشياء أخرى ألى أن أنتهت المكالمة وأنا لسان حالي يقول :
يخشى الرجل التعاون مع المرأة . لأنها ستطمع بعد ذلك فيما هو أكثر .
سينقلب الحال كما هو مقلوب هذه الأيام . تدخل هي لتستريح . ويقف هو في المطبخ يُعد الطعام !.
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
وأحلى ما في الذكريات .. رؤية الأبناء يكبرون ، وأبائهم من حولك
** تحملتُ الأهوال بسبب قدرتي على رؤية الله في محنتي .
فرأيت رحمته في عذابي . ونسيت عذابي في إيماني . ووجدت إيماني في شعوري الدائم بأن الله معي .
** التجربة .. هي مدرس شاذ .. يمتحنك ثم يعطيك الدرس .