الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
نانا جاورجيوس

يوسف الصدِّيق، والنبوة ؟!

أثارني تصريح للدكتور زاهي حواس ، في رده على باحث حين إدعي هذا الأخير بأن يوسف الصدِّيق هو المومياء الفرعونية” يويا” وبقوله أن” الأنبياء لا يُحنّطون” وبأن السبب المباشر في عدم وجود أنبياء الله في الآثار فيرجع لعدم وجودهم ضمن البرنامج الديني للملك” .

ردي هذا ليس من الناحية التاريخية والآثار، فلا إعتراض على أسباب حواس التي إستند إليها في تفنيد إدعاء أن يوسف هو يويا، فتصريح حواس وكلامه صحيح، و أن الأنبياء لا يُحنَطون ! .

وسؤالي : هل يوسف الصدِّيق كان نبياً في التوراة والإنجيل ؟! من يحاولون أن يتقولوا على يوسف الصديق في المسيحية بأنه نبي أو رسول ، فهذا التقول لا صحة له!، فيوسف الصديق ليس له وحي ولا رسالة لقوم ولا كتبَ سفر توراني بإسمه! والأهم من كل هذا لم يكن” ممسوحاً بالدهن المقدس” كما مُسح أنبياء التوراة ، فالدهن المقدس قديما في اليهودية كان شرطاً أساسياً ليمسح به ثلاثٍ،” النبي- الملك – الكاهن” . وكان الأنبياء هم الذين يمسحون المختارين للمُلك والكهنوت بالدهن المقدس فيصيروا ملوكاً وكهنة.

بينما في حالة يوسف الصدِّيق فهو لم يُمسح لأي من الحالات الثلاث.

فقد كانت خطة الله أن يجعل يوسف متسلطًا علي كل أرض مصر والرجل الثاني فيها.

وأن يأتي إخوته ويسجدوا له حسب وعده في الحلم.

ولا شك أنها موهبة من الله ليوسف.

وقد نسبها يوسف إلي الله في حديثة مع فرعون.

ونسب لله تفسير الحلمين، خمس مرات. بل أعدّه فرعون من الحكماء.

و أنا أبحث عن قبر يوسف الصدِّيق على جوجل ، لاحظت قصص وروايات وأقاويل منتشرة عن أن قبره ليس الموجود في نابلس الآن، مستندين في أقاويلهم على رواية للمؤرخ «المقريزى» يقول فيها إن قبر النبى يوسف والتابوت الذى دفن فيه، ظهرا فى قعر النيل بعد جفاف مياهه، وبأن «عزيز مصر» مدفون فى قاع النيل.

و أدعى مؤرخ آخر هو عبد الرحمن الحنبلي بأن المصريون تصارعوا على جثمان يوسف، ودفنوه فى النيل لـ«تعم البركة» على البلاد ! وكل منهم كان يشعر أن له نصيبا من ذلك الرجل، لذا يقول : «تعارك الناس بعد أن أصر كل واحد على أن يدفن العزيز فى بيته ‏الخاص.‏

الناس استقروا، بعد خلاف شديد، على أن يضعوا يوسف الصديق فى تابوت حجرى، وأن يلقوه فى مياه النيل، حتى تجرى المياه على جثمانه وتأخذ من رفاته، فتحل البركة على جميع ‏المصريين وعلى البلاد بأسرها».

‏ وهناك رواية أخرى يقول «الحنبلى» أيضاً فى كتابه «الأنس الجليل»: «ولما إستخرج موسى الرفات، حملها على عجل إلى بيت المقدس، ووضعها فى قبره فى البقيع، خلف الحير السليمانى، بجوار قبر يعقوب، وجوار جديه ‏إبراهيم وإسحاق عليهما السلام».‏

طبعاً كعادة المؤرخين الإسلاميين في رواياتهم الغير موثقة والتي تأخذ غالباً الطابع الإسطوري حد اللامعقول، فهنا العقل والمنطق يحكمان! ولكن الغريب في أن هناك من يؤيدون تلك الروايتان لا لشيء سوى ليطعنوا في حقيقة قبر يوسف الصدِّيق الموجود في نابلس الآن.

وبأن القبر لشخص أخر يُدعى الشيخ « يوسف دويكات».

‏ وهذا طبعاً مفهوم أنه نتيجة الصراع القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

إذن يوسف الصدِّيق كان من” القادة السياسيين و الغير ممسوحين”، والإنجيل ذكر كل أنبياء التوراة ولم يذكر أبدا بأن يوسف الصدِّيق كان نبياً .

تزوج يوسف من المصرية ” أَسْنَات” إبنة كاهن مصري وثني يُدعى “فوطي فارع ” ولكنه لم يكن ينطبق عليه صفة الكاهن لا يهودياً ولا مصرياً!. ولم تكن سلطته في مصر بحكم ديني! كان قائد سياسي من الطراز الأول حيث كان أمينا علي مخازن فرعون ولم يكن كاهناً من الأساس! ولن نجد دليلاً واحداً بأن يوسف له أي علاقة بكهنة فرعون ! لهذا فالتوراة لاتعد يوسف نبياً ولم تذكر أي إشارة لهذه النبوة من قريب أو بعيد ، لأنه لم تتوفر فيه أهم الشروط وهو مسحه بالدهن المقدس كأنبياء التوراة والملوك والكهنة.

لهذا لم يعترض أحد أبنائه سواء منسى أو إفرايم على عملية تحنيط أبيهم يوسف كعادة المصريين ” فَحَنَّطُوهُ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ.” – تك50، حتى يتثنى نقل رفاته مع خروج العبرانيين من مصر لأرض كنعان.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.