حمادة إمام
في 31 يناير عام 1958 أي منذ 64 وصل إلى القاهرة عشرون ضابطًا سوريًا يتقدمهم اللواء عفيفى الرزى رئيس هيئة الأركان بالجيش السورى ، وبعد اجتماع دام أربع ساعات مع عبد الناصر وافق على إعلان الوحدة بين مصر وسوريا وقتها اهتز عروش كل الاسر الرجعية ، ودبت السخونة في كل أجهزة الاستخبارات الغربية ، وبدأت تفيق من صدمة الإعلان وتعيد تقيم موقفها وتقارير رجالها وبحث المقدمات التى كانت سبب وراء في التقارب المصرى السورى ولم ترصده تقاريرها فالوحدة بين مصر وسوريا
أول محاولة اغتيال لعبد الناصر
لذلك كان الحل الوحيد للتخلص من عبد الناصر هو سلاح الاغتيالات فالانقلابات والرشوة.
لذا قامت أول محاولة لاغتيال عبد الناصر على يد عبد الحميد السراج رئيس المخابرات السورية عندما دفع له احد الرجعين 2 مليون جنيه استرلينى مقابل وضع قنبلة فى طائرة عبد الناصر أو سيارته فى عملية سميت بعملية ” أم خالد” وقتها حمل السراج الملايين وجاء إلى مصر ليفضح مؤامرة الامريكان والانظمة الرجعية.
وكان اكتشاف محاولة اغتيال عبد الناصر هو بداية جديدة للتعامل.
كان الانتصار الذى استطاع عبد الناصر تحقيقه من الوقوف ضد العدوان الثلاثى حوله من مجرد زعيم للدولة إلى زعيم لكل الدول المضطهدة والمستعمرة.
وأصبحت أفكاره الثورية مصدر إزعاج وتهديد لكل الحكام الرجعيين. زاد من هذا التهديد فى المنطقة العربية حالة التقارب بين مصر وسوريا والتى بدأت فى اتحاد أكثر التصاقًا شكل فى عام 1957 أثناء التهديد التركى لسوريا عندما أعلنت مصر وقوفها بجانب سوريا وإرسال قوات مصرية إلى هناك للوقوف ضد التهديد التركى وتهديد باقى أفراد الأسرة الهاشمية فسوريا كانت فى مفترق طرق وكانت هدفا لكل المؤامرات فالعراق يريد ضمها إليه والأردن أيضًا كان يؤيد ضمها إلى العراق لتشكيل جزء من مشروع الهلال الخصيب
سوريا مهددة بالتمزق
كانت سوريا فى تلك الأجواء مهددة بتمزيق وحدتها كان اليسار يشدها ناحية الوحدة العربية الشاملة وكان اليمين لا يزال يعمل بشدها ناحية العراق ، وكان الرجعيون أشد فرحًا للتمزق السوري فقيام وحدة بين مصر وسوريا سوف يكون دفعة قوية للقومية العربية
مما يهدد بالخطر نظامهم الملكى ومن ثم راحوا يعملون على هزيمة المد القومى الوحدوى حتى عندما زار المستشار السياسى لاحد النظم الرجعية سوريا سرًا سعى مع شكرى القوتلى باقتراح يجعل سياسة سوريا متماشية مع سياسة الرجعية ، وأبلغ ياسين القواتلى أنه إذا ما وافق الجيش السورى على مثل هذا الارتباط وقطع كافة ارتباطاته بالروس يمكن أن يضمن تأييد أمريكا تمامًا بما فى ذلك الحصول على أية أسلحة هم فى حاجة إليها، فضلا عن أن الملحق العسكرى الأمريكى أبلغ عبد الحميد السراج رئيس المخابرات السورية بهدف تأكيد هذا الضمان أن واشنطن قد فقدت كل ثقة فى نظام الحكم الحزبى فى العالم العربى بالإضافة لاستعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتدريس ومساعدة الضباط الشبان طالما لن يمضوا مع عبد الناصر إلى آخر الشوط
وكان اتجاه السوريين ناحية القاهرة وإعلان القاهرة تأييدها لوحدة سوريا والوقوف ضد كافة التهديدات سواء من جانب الأتراك أو بقايا الأسرة الهاشمية.
بداية لمرحلة أكثر خطورة فى منطقة الشرق الأوسط مرحلة أدت إلى اتفاق الأمريكان وكل الانظمة الرجعية ضد حلم التقارب المصرى السورى ولكل منهم أسبابه.
فالأمريكان ومن خلال دروس التاريخ والجغرافيا تعلموا أن أمن مصر يبدأ من سوريا والأنظمة الرجعية تخشى من وصول الافكار الثورية قرب حدودها .
المصدر: كتابى عروش فى مهب الريح أم خالد محاولة فاشلة لاغتيال عبد الناصر