٢- تفاعلات الحاضر
وقفنا فى الجزء الاول عند التحويلة اللى عملها أوباما بعد أزمة ٢٠٠٨ بس محتاج معاكم لاستدراك بسيط يكمل الصور.
التجربة الصينية فى تبنى الماركسية “كنظرية” تبنت الماركسية بمبادئ الكونفشيوسية و دى فلسفة شرقية اكتر منها دين لكن مع الوقت من ماو و لحد السبعينات كانت التجربة متعثرة و لما حاول ريجان يحاصر الاتحاد السوفيتى دعم الشيوعية الصينية و بدأ النظام الصينى فى تبنى “مبادىء” العولمة ودى مبادىء ليبرالية فحصل تعديل كبير فى التجربة الشيوعية الصينية ادى لنمو ضخم للاقتصاد مدفوع بقوة بشرية عملاقة.
الاتحاد السوفيتي أو روسيا فيما بعد ٩٢ بقت عضلات بلا فلسفة حكم و اصبحت بتدار بعقلية شرقية مخابراتية وده خلاها للغرب مجرد دولة انتهازية يمكن حصارها مخابراتيا لما يحتاجوا ده و طبعا ده عكس الصين اللى عندها مؤسسات فلسفية راسخة.
ركز معايا أن العالم بيحكمه فلاسفة بيديروا الثروة بعد ٢٠٠٢ التقسيمات السياسية فى أوروبا اختلفت أصبح الوزن النسبة لليمين اكبر و تراجع الوسط الديمقراطى و تحت ضغوط اليمين زاد وزن اليسار لكن فى اخر ١٠, سنين ظهر حزب الخضر وده صيغة بتجمع الوسط الاجتماعى على أرضية سياسات جديدة فى أغلبها يسارى
و النظرة المستقبلية أن الخضر هيكسبوا ارض فى أوروبا العقد القادم على الأقل.فى امريكا الفترة اللى فاتت كان الجمهوريين بخطابهم الريجانى بيخسروا مساحات سياسية واسعة “بايدن و الديموقراطيين كسبوا ولايات جمهورية” و الحزب الديموقراطي مكنش فى احسن حال لأن ارتداد الاوبامية كان تمكين تيارين داخل الحزب الليبراليين الاجتماعيين “سياسات اجتماعية داعمة للاقتصاد” و اشتراك بين اجتماعيين ” سياسات اجتماعية داعمة للأفراد” .
الجمهوريين كانوا محتاجين خطاب شعبوى بقربهم من الناس و يعيد بناء قواعدهم الشعبية المفقودة بسبب انحيازهم الشركات العملاقة فكان الحل اسمه ترامب اللى قدر يلعب على اوتار انقسام الديموقراطيين و مغازلة الشعب بإنتاج المزيد من فرص العمل و الاشتباك مبكرا مع الصين كعدو رغم التشابكات الاقتصادية بين الصين و امريكا “قرابة ٢تريليون دولار سنويا”.
الديموقراطيين لم يجدوا أرضية أوسع من الوعد بمزيد من السياسات الاجتماعية وده اللى خلى ترامب يخوف الناس من أن الشيوعيين هيحكموا امريكا و ده اتاكد للناس من حزمة بايدن للإنقاذ “٣ تريليون دولار” لكن كمان الديموقراطيين محتاجين إعادة بناء الأسواق و الانتشار الخارجى اللى هده ترامب خاصة مع الأوروبيين و بما أن الصدام مع الصين بدأ فلازم يكملوا مسار التعامل مع العدو المستحدث و يعيدوا توظيفه.
الصينيين قرروا من ١٠ سنين ينفذوا اعلى توسع فى فتح الأسواق بتأسيس البنية التحتية لطريق الحرير “الحزام و الطريق” وده بطبيعة الحال هياثر على السوق اللى بيصرف فيه الليبراليين بضاعتهم و هنا الصدام بيعلى جدا .
الامريكان وحلفائهم هيمارسوا كل الضغوط عشان اسواقهم و الصينيين بيزحفوا ببطء و ثبات وهنا بتظهر ادوات كل طرف سواء القروض و اتفاقيات الشراكة الصينية أو الأساطيل و الضغوط و العقوبات و الشركات العملاقة الغربية.