لما امسك اى كتاب تاريخ بكون فاهم ان النص اللى بين ايدى مش مجرد تاريخ يعنى كل تاريخى له عمق دينى و كل دينى له عمق سياسى وعلى الاغلب السياسى بيستدعى الدينى عشان يبرر به اهدافه.
ممكن طبعا ان ده ميكونش التفسير الوحيد للأمر ويكون ما هو دينى ليس إلا دينى بحت لكن أن مبعرفش أعطى الأمان لاى سلطة بتقترب من الدين.
مثلا عندنا مجمع خلقدونيا الشهير البعض مش هيشوف فى المجمع الا تبرير دينى بحت وده صحيح لكن فيه خط صغير بيتكلم عنه التاريخ هو خط التحالف السياسى بين القوة الصاعدة “القسطنطينية” و القوة الأفلة “روما” و ده كان بعيد عن الإسكندرية اللى فعليا كان هناك اتفاق على ازاحة اى نفوذ ناعم لها لها منبعه قوة مدرستها .
ما هو سياسى بيحتاج ما هو لاهوتى عشان يبرر وجوده ولاحظ معايا التقسيمة فى ثنائية الطبيعة اللى ظهرت ما بعد خلقدونيا ان هناك طبيعة الهية للمسيح ودى بيمثلها ظل المسيح على الارض “بابا روما” و طبيعة بشرية “ودى بيمثلها “امبراطور القسطنطينية” و بكده التحالف السياسى بيجد الغطاء اللاهوتى على حساب كرسى الإسكندرية اللى بيقاوم فيتم عقابه “سياسيا” بايجاد مبرر لاهوتى اخر وهو “المونفيزية” .
طبعا الخلاف اللاهوتى هو الاوضح و اللى الكل بيرتكز عليه لكن ماذا عن البعد السياسى فى الامر فى قراءة التاريخ؟ما اقوله هو مجرد رؤية شخصية لا تنفى اى رؤية اخرى.