الجمعة , ديسمبر 20 2024
مبارك وحبيب العادلى

حمادة إمام يكتب : فى الذكرى 11 لثورة يناير 2011″حكاية مبارك والحمل الكاذب “الحلقة الأولى

فى 22 يناير 2011 كان البرنامج الرئاسى الذى اعلن عنه للاحتفال بعيد الشرطة يوم 23 يناير لن يخرج عن أن الرئيس يشهد الاحتفال الرسمى صباح غد الذى تقيمه وزارة الداخلية بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة، والمقرر إقامته بمجمع مبارك للاحتفالات والمؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة , ويلقى خلاله الرئيس مبارك خطاباً هاماً.

كما يلقى السيد حبيب العادلى وزير الداخلية كلمة هامة يتناول فيها استعراض الجهود وأهم القضايا الداخلية , يكرم الرئيس مبارك 5 أسر شهداء ويمنحهم الأوسمة.

كما سيلتقى السيد رئيس الحمهورية بالمجلس الأعلى لضباط الشرطة ويضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة ضمن الاحتفالات بعيد الشرطة لهذا العام .

حتى منتصف يوم 25 يناير 2011 كانت كافه التقارير التى رفعت تؤكد ان الانتفاخ الذى ظهرت اعراضه على شعبه ليس الا رد فعل طبيعى لمتاعب القولون التى يعانى منه أغلبيتهم وأنه فى أسوء الأحوال لن يخرج عن أوهام الحمل الكاذب الذى تعانى منه أغلب الحالمات بالانجاب وأن كل ما يدور من شائعات عن أن دولته حامله بجنين ثورة ليس إلا وهم فى أذهان ومخيلات شعبه .

انتصف اليوم وبدأت التقارير التى ترفع تتبدل ويصيبها الضباب فما يرفع إليه عكس ما يراها مباشرة على المحطات العربيه والغربيه فالالاف تتوافد على الميدان الشهير والميادين الكبرى وقواته الأمنية وقادة الداخلية يهربون الى أكبر مخبا ليغيروا ملابسهم بأخرى مدنية حتى لا يقعوا فى أيدى الغاضبين حتى أن وزير داخليته نفسه اختفى فى ظروف غامضه حتى إذا تشحت السماء بالسواد كان مبارك قد تأكد أن جنين الثورة المصرى قد قاده المخاض لميدان التحرير وأنه قرر الخروج مساء يوم 25 فبراير وان شهادة ميلاده كتبت بدماء المصريين من الإسكندرية لأسوان

ومع الساعات الاولى ليوم 25 يناير وحتى 11 فبراير كان مبارك يشاهد أسوء عرض فى حياته عرض لا يقل ضراوة عن لحظات إطلاق النار على السادات يوم 6 أكتوبر1981 فقد فتحت أمامه شاشه عرض من الإسكندرية لأسوان ليرى ما كان يرفض أن يصدقه ولم يفوق من صدمته إلا فى الطائرة التى نقلته من قصر العروبه بمصر الجديده الى منفاة الاختيارى بشرم الشيخ وليستدعى من كهوف الذاكرة مشوار حياته

صفحة خالد سعيد

قبل قيام ثورة 25 يناير بعشرة أيام رفض مبارك الاطلاع على خطه ومنهج قادة الثورة والتى وضعت بالكامل فى صفحه خالد سعيد على” الفيس بوك” والتي يتابعها الأمن لحظه بلحظه وقرأها كل المترددين على “الفيس بوك”

و تضمنت الأماكن التى سوف يتحرك منها الشباب والهتافات والأهداف إلا إن مبارك لم يقرا لثقته في أجهزته الامنيه واستهزآ بقدرات وإمكانيات شعبه وهى نفس العدوى التى نقلت بالتبعية للمخابرات الأمريكيه والموساد الاسرائيلى ، والتى ظلت تتعامل مع الشعب المصري بناء على التقارير والتصريحات التى يرددها مبارك وأجهزته حتى أطمئنت لعجز المصريين وعدم قدرتهم فى الخروج على مبارك حتى انطلقت الشرارة يوم 25 يناير لتطوى صفحه مبارك بعد 18 يوم ومن يومها ظل السؤال الذي يبحث عن أجابة غير تقليديه لماذا نجحت ثورة 25 يناير؟؟

ومع تعدد التحليلات واجتهادات الخبراء اتفق الجميع على أن كراهية مبارك للقراءة هى السبب وراء نجاح الثورة فلو قرأ لكان يمكن له ان يفهم ولو فهم لقرر ولكنه لا يقرأ فكان طبيعي إلا يفهم ولكن ماذا كان سيقرأ؟؟

على صفحه خالد سعيد قبل الثورة بعشرة أيام كتب دستور ثورة الشباب من نحن بدأت الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير من صفحة كلنا خالد سعيد وهي صفحة على الفيسبوك تتبنى قضية الشهيد خالد سعيد الذى قتل من التعذيب والضرب في شارع بإسكندرية يونيو 2010.

الدعوة كانت عفوية ولم يكن مخططا لها من أي قوى سياسية أو شعبية.

وبعد نشر الدعوة وبسبب أحداث تونس تشجع كل المصريين للمطالبة بالمشاركة ونشر الفكرة.

الصفحة لا تتبع أي حزب أو جماعة أو حركة أو جمعية فالصفحة مستقلة بذاتها وهي لا تؤيد شخصا أو فكرة هي لكل المصريين الذين يريدون الدفاع عن حقوقهم.

والصفحة قائمة على جهود ذاتية من الأعضاء في الصفحة وده كان سر نجاحها.

لماذا نتظاهر؟تمر مصر بواحدة من أسوأ مراحلها التاريخية في كل النواحي.

فبرغم التقارير التي تذكرها الحكومة المصرية لتجميل الصورة إلا أنه وللأسف الحقيقة مختلفة عن تلك التقارير.

ونزول الجميع يوم 25 هو بداية للنهاية، نهاية كل الصمت والرضا والخنوع لما يحدث في بلادنا وبداية لصفحة جديدة من الإيجابية والمطالبة بالحقوق.

يوم 25 يناير هو مش ثورة بمعنى إنقلاب لكن هو ثورة ضد الحكومة لنقول لها أننا بدأنا الاهتمام بشؤون بعضنا البعض وسنأخذ كل حقوقنا ولن نسكت بعد اليوم.

فهناك 30 مليون مصري مريض بالاكتئاب منهم مليون ونص مرضى بالاكتئاب الجسيم وأكثر من مائة ألف محاولة انتحار خلال عام 2009 تسببت في وفاة 5000 شخص.

لدينا 48 مليون فقير منهم مليونان ونصف المليون يعيشون في فقر مدقع.

لدينا 12 مليون مصري بدون أي مأوى ومنهم مليون ونصف يعيشون في المقابر.

هناك فساد منهجي أدى إلى وجود قضايا فساد تزيد قيمتها جميعا بأكثر من 39 مليار جنيه خلال عام واحد فقط.

ومصر تحتل المركز 115 بين 139 دولة في تقرير التنافسية العالمين من حيث الفساد الحكومي.

هناك أكثر من 3 مليون شاب عاطل ونسبة البطالة بين الشباب تجاوزت 30% ومصر تحتل المركز الأخير بين 139 دولة في معدل الشفافية في التوظيف.

لدينا أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم بواقع خمسين طفلا كل 1000 ولادة.

ونصف أطفال مصر تقريبا مصابون بأنيميا و8 ملايين شخص مصاب بفيروس سي.

ولدينا أكثر من 100 ألف مصاب بالسرطان سنويا بسبب تلوث المياه .

ولدينا سيارة إسعاف لكل 35 ألف مواطن.

في مصر قانون للطوارئ تسبب في وفاة عشرات المصريين من التعذيب والقبض على الآلاف منهم دون وجود أي سند قانوني لعمليات القبض عليهم.

وبسبب استخدام الأمن لمراقبة السياسيين وإجهاض نشاطهم فقد نتج عن ذلك تزوير فاضح في انتخابات مجلس الشعب أدت إلى أن الحزب الحاكم يحصل على أكثر من تسعين بالمائة من مقاعد المجلس.

لماذا يوم 25 يناير؟ في عام 1952 قاوم أجدادنا في جهاز الشرطة ببنادقهم العادية الجيش البريطاني بدباباته وجيوشه فاستشهد منهم 50 وأسر أكثر من 100 وضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل الوطن.

ونحن بعد أكثر من خمسين سنة نعاني الآن من ممارسات جهاز الشرطة الذي أصبح أداة لتعذيب المصريين وإهانتهم.

وقد اخترنا هذا اليوم بالذات لأنه يرمز إلى التحام الشرطة مع الشعب وهذا ما نرجو يوم المظاهرة أن يلتحم معنا الضباط المحترمون لأن قضيتنا واحدة.

يوم 25 يناير هو إجازة رسمية مما يمنح لكل المصريين المشاركة دون تعطيل أعمالهم.ما هي مطالبنا؟المطلب الأول: مواجهة مشكلة الفقر قبل أن تنفجر وذلك باحترام حكم القضاء المصري بزيادة الحد الأدنى للأجور زيادة عادلة خاصة في مجالات الصحة والتعليم لتحسين الخدمات المقدمة للشعب.

والعمل على صرف إعانات تصل إلى 500 جنيه مصري لكل شاب خريج جامعي لا يستطيع الحصول على وظيفة وذلك لفترة محددة.

المطلب الثاني: إلغاء حالة الطوارئ والتي تسببت في سيطرة الجهاز الأمني على مصر والقبض على المعارضين لسياسات الحكومة ووضعهم في المعتقلات دون أي ذنب.

ونحن نطالب بفرض سيطرة النيابة على الأقسام لوقف عمليات التعذيب المنهجية التي يتم ممارستها في أقسام الشرطة.

وتنفيذ أحكام القضاء واحترامها من قبل الحكومة المصرية.المطلب الثالث: إقالة وزير الداخلية حبيب العادلي بسبب الانفلات الأمني الذي تواجهه مصر متمثلا في الحوادث الإرهابية وانتشار الجرائم التي حدثت على يد ضباط أو عناصر من وزارة الداخلية دون وجود الرادع القوي.

المطلب الرابع: تحديد مدة الرئاسة بحيث لا تتجاوز فترتين متتاليتين لأن السلطة المطلقة مفسدة ولأنه لا توجد دولة متقدمة تسمح لرئيس الجمهورية البقاء عشرات السنين في منصبه.

من حقنا أن نختار رئيسنا ومن حقنا ألا يستبد أحد بالسلطة فيحكم البلاد حتى يموت. طبعا هناك مطالب كثيرة لكل المصريين في مجالات زي الصحة والتعليم والبداية هي إننا نتحرك مع بعض ونحقق مطلب مطلب عن طريق الضغط على الحكومة وده دورنا كشعب إننا نوجه الحكومة ونحاسبها على أداءها ونحدد أولوياتها مش العكس

مع بدء غروب شمس يوم الجمعه 11 فبراير الجمعة كانت ساعات غروب مبارك تلوح فى الافق بعد ان بدأ التليفزيون يعلن عن الاستعداد لاذاعه بيان جديد لمبارك ومع الانتظار احتبست الانفاس وزادت دقات القلب حتى خرج اللواء عمرو سليمان نائب مبارك ليعلن للعالم ..تنحي مبارك وانه سوف يتم تفويض السلطات الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي سوف يتولى وحسب ما تناوله خطاب تنحي مبارك ادارة مصر بالفترة المقبلة وضمان الانتقال السلمي للسلطة بعد تعديلات دستورية وانتخابات حرة ..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.