د.ماجد عزت إسرائيل
في ليلة الثلاثاء الموافق 17 يناير 2022م وبعد منتصف تعرضت كنيسة الانبا أنطونيوس في بطريركية الأقباط بمدينة القدس لحريق كبيراً الذي أنهي على الإنبل وبعض الأيقونات الآثرية وأيضًا الباب وتركت آثاره بعض التلفيات التي لم يتم حصرها حتى كتابة هذه السطور، ومما ساهم في كثرة خسائر هذا الحريق أنه حدث في وقت كان فيه كل جميع الرهبان في قلاليهم(مفردها القلالي) وكل خدام الدير كانوا نائمون في غرفهم.
وأيضًا برودة الطقس، ولكن ما أن شعر به أحد الرهبان حتي دق جرس الطوارئ وإستيقظ الجميع وهبوا لإطفاء الحريق، وتم الإتصال بالمطافي والشرطة.
وعلى الرغم من شدة هذا الحريق إلا أن الآباء الرهبان إستطاعوا السيطرة على الحريق قبل قدوم رجال المطافي، ومن خلال التحقيقات الأولية التي أجراها المتخصصون من رجال الشرطة وبمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة تبين أن السبب وراء هذا الحريق هو نتيجة ماس كهربائي وتضخم حيث أن الكنيسة كانت مغلقة ولا يوجد أحد في فناء الدير، ونشكر الله الذي سمح بهذه التجربة “وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ. (رومية ٨: ٢٨)”.
وقد أصدر صاحب النيافية الأنبا أنطونيوس مطران القدس وتوابعها بيانًا توضحيًا حول هذا الحريق الذي اِلتَهَمَ الكنيسة وبعض الأيقونات التي يعود تاريخها للقرون الأولى الميلادية. وقد تعرضت الكنيسة لأزمات من هذا القبيل وكل شىء وارد كما ورد بالكتاب قائلاً:”مِنْ شَرَارَةٍ وَاحِدَةٍ يَكْثُرُ الْحَرِيقُ، وَالرَّجُلُ الْخَاطِئُ يَكْمُنُ لِلدَّمِ.” (سي 11: 34).
ولكن علينًا أن نشكر الله على محبته للحفاظ على الكثير من الكنيسة ومتعلقاتها وأيضًا سلامة الرهبان “باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل. سبحوا وارفعوه إلى الدهور؛ لأنه أنقذنا من الجحيم، وخلَّصنا من يد الموت، ونجانا من وسط أتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار” (تتمة سفر دانيال 1: 88).
نصلي جميعًا من أجل الحفاظ على سلامة كنيستنا في كل أنحاء المسكونة، وأن يمنح الله الهدوء والسلام لأبينا المطران الأنبا أنطونيوس لإعادة ترميم الكنيسة كما كانت من قبل- الرب يبارك حياتكم جميعًا ويحفظكم.