الأربعاء , أغسطس 14 2024
نسرين جمعة
نسرين جمعة

للسفراء أشكال مختلفة

السفير المعترف به رسميا و دوليا هو من يكلف من قبل وزارة خارجية بلده , و هو بمثابة عنوان البلد , سياستها , ثقافتها , هويتها….له مهام رسمية عليه انجازها , عليه الحرص الدائم , فهو لا يمثل شخصه بل يمثل وطن قيادة و شعب , تحية و تقدير لهم.

هناك السفير الصامت , وفى حالتنا تحديدا , المصرى القديم الذى أنشأ حضارة أثرت الإنسانية كلها على مر العصور و لم تستأثر بالخير لنفسها فقط , و إلى الآن لازالت رموز حضارتنا القديمة تزين أشهر ميادين العالم , تماثيلهم و كنوزهم تعرض فى أكبر متاحف بالعالم سواء المهداة لهذه البلاد أو مسروقة , و يجنوا من ورائها الكثير من الأموال فضلا عن ما هو أهم و هو اثراء الفكر و الثقافة فى بلادهم , حضارة تمثل مصر شعبا و تاريخا و تكون خير سفيرا

أما هناك نوع آخر لايصمت فعلا و قولا و هو المواطن و المواطنة المصرية السفراء المواطنون المخلصون لبلدهم دون تكليف رسمى و لا شعبى , هؤلاء تجدهم فى كل مكان بالعالم , هنا يجدر بى الاشارة أن من تطرف ليس وطنيا , لأن أولويته مجموعة من بشر خارج اطار الوطن تجمعوا على فكر عنصرى و لا يمت لوطن بصلة , تحديدا كافة أشكال التيارات المتأسلمة و نراها بفجاجة واضحة مع الخراب و الدمار للأوطان و للشعوب , وهؤلاء حينما يهاجرون أو حتى يسافرون لمهام فى العمل أو دراسة يجلبوا معهم فكرهم و ثقافتهم الخاصة ” لنا حديث آخر فى هذا الشأن”

ما أود الحديث عنه هؤلاء السفراء أو المهاجرين و المهاجرات من مصر , أو من ذهب لدولة ما خارج مصر لعمل , دراسة , زواج ,هو قد لا يدرك أنه يمثل الشعب المصرى العام , و له دور مهم جدا خاصة فى هذه المرحلة التى نمر بها.

حدثتنى ابنتى حيث تقطن فى بلد أوروبى عن أقارب زوجها التى تعرفت عليهم مؤخرا , و رغم أنهم يسافرون كثيرا و جاءوا لمصر عدة مرات إلا أنهم لا يعلموا حقيقة ما يحدث فى مصر , على سبيل المثال لا يعلموا أن للمرأة حق الانتخاب منذ زمن طويل و تصوروا أنها المرة الأولى التى تنتخب فيها المرأة المصرية ” لن أسرد سبب هذا هذا يحتاج مقال آخر ” و أبدوا لها شعورهم بالتميز لأنهم يملكون مصدر حقيقى مستقل و غير زائف ليعلمهم حقيقة الأمور فى مصر و ما يفعله هذا الشعب العريق , و أدركت ابنتى أهمية ما أقوله لها دائما , لا تستصغرى دورك فأنت أصبحت تتحملى مسئولية المواطن السفير , أجدها تحرص على تعلم لغتهم و فهم ثقافتهم و تكثر من النقاش مع أهل زوجها لمعرفتهم و هم بدورهم يفعلوا نفس الشئ , تنامى الثقافات المختلفة بعضها مع بعض يتم بالشعوب أكثر من الحكومات.

هنا تتحقق الإنسانية العالمية بأجمل صورها حينما تتحمل المسئولية أيها السفير المواطن و أيتها السفيرة المواطنة من مصر , فمصر قلب العالم الإنسانى.

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.