السفير المعترف به رسميا و دوليا هو من يكلف من قبل وزارة خارجية بلده , و هو بمثابة عنوان البلد , سياستها , ثقافتها , هويتها….له مهام رسمية عليه انجازها , عليه الحرص الدائم , فهو لا يمثل شخصه بل يمثل وطن قيادة و شعب , تحية و تقدير لهم.
هناك السفير الصامت , وفى حالتنا تحديدا , المصرى القديم الذى أنشأ حضارة أثرت الإنسانية كلها على مر العصور و لم تستأثر بالخير لنفسها فقط , و إلى الآن لازالت رموز حضارتنا القديمة تزين أشهر ميادين العالم , تماثيلهم و كنوزهم تعرض فى أكبر متاحف بالعالم سواء المهداة لهذه البلاد أو مسروقة , و يجنوا من ورائها الكثير من الأموال فضلا عن ما هو أهم و هو اثراء الفكر و الثقافة فى بلادهم , حضارة تمثل مصر شعبا و تاريخا و تكون خير سفيرا
أما هناك نوع آخر لايصمت فعلا و قولا و هو المواطن و المواطنة المصرية السفراء المواطنون المخلصون لبلدهم دون تكليف رسمى و لا شعبى , هؤلاء تجدهم فى كل مكان بالعالم , هنا يجدر بى الاشارة أن من تطرف ليس وطنيا , لأن أولويته مجموعة من بشر خارج اطار الوطن تجمعوا على فكر عنصرى و لا يمت لوطن بصلة , تحديدا كافة أشكال التيارات المتأسلمة و نراها بفجاجة واضحة مع الخراب و الدمار للأوطان و للشعوب , وهؤلاء حينما يهاجرون أو حتى يسافرون لمهام فى العمل أو دراسة يجلبوا معهم فكرهم و ثقافتهم الخاصة ” لنا حديث آخر فى هذا الشأن”
ما أود الحديث عنه هؤلاء السفراء أو المهاجرين و المهاجرات من مصر , أو من ذهب لدولة ما خارج مصر لعمل , دراسة , زواج ,هو قد لا يدرك أنه يمثل الشعب المصرى العام , و له دور مهم جدا خاصة فى هذه المرحلة التى نمر بها.
حدثتنى ابنتى حيث تقطن فى بلد أوروبى عن أقارب زوجها التى تعرفت عليهم مؤخرا , و رغم أنهم يسافرون كثيرا و جاءوا لمصر عدة مرات إلا أنهم لا يعلموا حقيقة ما يحدث فى مصر , على سبيل المثال لا يعلموا أن للمرأة حق الانتخاب منذ زمن طويل و تصوروا أنها المرة الأولى التى تنتخب فيها المرأة المصرية ” لن أسرد سبب هذا هذا يحتاج مقال آخر ” و أبدوا لها شعورهم بالتميز لأنهم يملكون مصدر حقيقى مستقل و غير زائف ليعلمهم حقيقة الأمور فى مصر و ما يفعله هذا الشعب العريق , و أدركت ابنتى أهمية ما أقوله لها دائما , لا تستصغرى دورك فأنت أصبحت تتحملى مسئولية المواطن السفير , أجدها تحرص على تعلم لغتهم و فهم ثقافتهم و تكثر من النقاش مع أهل زوجها لمعرفتهم و هم بدورهم يفعلوا نفس الشئ , تنامى الثقافات المختلفة بعضها مع بعض يتم بالشعوب أكثر من الحكومات.
هنا تتحقق الإنسانية العالمية بأجمل صورها حينما تتحمل المسئولية أيها السفير المواطن و أيتها السفيرة المواطنة من مصر , فمصر قلب العالم الإنسانى.