قلم : ايهاب صبرى
كلما تباينت الزوايا تتضح الصورة جيداً
وهذا ما حدث بالفعل مع التطور التكنولوجى الذى يطل علينا دائما بكل ما هو جديد فنفرح بامتلاكه واستخدامه واذا به يصبح احد اهم اسباب تدمير مستخدميه بشكل سلبى .
وأفيون هذا الزمان هو الانترنت .. هذا الشئ الخفى المدمر الذى يبث سمومه فى كل اوقات يومنا مثل الميكروب الذى لا يرى بالعين المجردة ولكنه يستطيع القضاء على مدينة بأكملها .
والانترنت الذى يسرق الإنسان من نفسه ويضعه تحت تأثيره تماما مثل المخدر القاتل يقوم بتوقيع اتفاقية مع معظم مستخدميه عنوانها الرئيسى قتل الوقت .
أما عن أبرز بنود الاتفاقية :
قتل الأخلاق .
قتل روح الأسرة .
قتل معانى الصداقة .
قتل الحياة الواقعية والهروب بمستخدميه إلى عالم افتراضي .
أليس ماسبق ذكره كافى لان تعترف بان الاستخدام الخاطئ للانترنت يجعل منه سفاح قاتل لعاداتنا وقيمنا بل وصل الأمر لمعتقداتنا ونجح الاحتلال الفكرى لشبابنا فى اسقاط كامل للهوية العربية والإسلامية وهذه هى الحرب الخفية التى لا بد ان ننتبه لها جيداً لأن الأدوات تبدلت من أسلحة وقنابل إلى غزو فكرى وعقائدى يمثل خطرا داهما اكثر فتكاً من الأسلحة .
انتبهوا يا سادة … لقد اصبح الانترنت سبباً فى إفلاس القيم واسقاط الأديان .
وخطورة الموقف تاتى من وجود هذا الافيون متاحاً للصغير قبل الكبير فقط بضغطة زر يقتحم هذا العدوان كل منزل وكل غرف النوم بل أنه يزاحمنا فى الفراش .
ومن هنا تبرز مسئولية كل رب أسرة ودوره فى توعية افراد اسرته .
وهناك مسئولية على كل كاتب أو اعلامى فى التحذير من أفيون العصر ومساعدة الشباب للتمرد على الاتفاقية التي تقضى بقتل والوقت والعمل على توعية فعالة لتحويل ذلك الأفيون من مخدر إلى منبه يفتح العيون والأحاسيس على الحقيقة ويدعو كل قارئ إلى كلمة صدق تصل بمتلقيها الى الحق .
وبالعودة إلى الحق نغير بنود الاتفاقية من قتل للوقت إلى بنود جديدة نافعة ومفيدة ونحيى أوقاتنا بإستخدامه …… لا ان نقتل أوقاتنا .