بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
تعريف التعليم :
التعليم هو الحصول على المعرفة ، والمعرفة التعليمية متعددة ، نظري وعملي .
الحصول على المعرفة يقتضي العمل والتفرغ لهذا العمل وقتا كاملا بمعنى آخر ، أن الطالب هو موظف أو عامل أو أطلق عليه ما تشاء من تسميات عليه أن يعمل حسب نظام وقواعد محددة .
إذا أعتبرنا التعليم هكذا ، إذاً علينا أن نبحث عن المسئول في هبوط مستوى التحصيل العلمي للمعرفة بين أبناء جاليتنا العربية .
هؤلاء الأبناء هل مقصرون في أداء وظائفهم التعليمية ؟ أو يقع اللوم على آخرين !.
قبل أن نبحث عن هذا يأتي سؤال ملح ومهم .
هل نحن فعلا نريد لأبنائنا أن يتعلموا ؟ إذا كانت الأجابة بالإيجاب
علينا أن نبحث ونحلل ونعرف الأسباب .
في رأي الشخصي يجب أن نقسم الموضوع الى النقاط التالية :
1_ الوالدان . 2_ الأولاد . 3 _ البيئة . 4 _ المجتمع .
الأب والأم
هما الركيزة الأساسية الأولى في تربية ونشأة الابن أو البنت ، إذا كان الأب من هذا الصنف من الرجال المنظم الدقيق في مواعيده والمخلص لعمله ، لا شك أن أبناءه سيشربون أول جرعة من المعرفة العلمية منه .
وإذا كانت الأم تعمل أو لا تعمل ، لأنه مع الأسف عمل المرأة في هذا العصر لا يشعر به الرجل
لأنها تعمل في الخارج وفي الداخل ، وكلا العملين لهما أهمية كبرى للمجتمع
وعلى هذا تقع عليها أعباء كثيرة منها أيضا منحهم الجرعات الكافية من المعرفة .
أذا كان الأب لا يعمل مثلا والأم أيضا ، نأتي هنا إلى أول درج في سلم الهبوط لأنهما ضربا مثلا للأبناء أول مثل يحتذي به ، لأن الأبناء ينشئون كسالى متخاذلين لا يعرفون أهمية جدية العمل .
وبالتالي عدم الإكتراث بالدراسة والتحصيل . وإذا كان الوالدان يعملان ، هذا جميل
والأجمل منه أن يظهر حبهما لعملهما ويشعر الأبناء أن عليهم وظائف أخرى في البيت لا تختلف
عن وظائفهم بعد انتهاء المواعيد المدرسية من واجبات تؤدى في البيت .
الأولاد
وهم صغار ليست عليهم مسئولية ، عندما يكبرون تكبر معهم طريقة تحمل المسئولية
وهنا أعود إلى بند الوالدين وأقول ، أن المسئولية تقع عليهما في المقام الأول إذا حدث أي تقصير
من الأبناء وهذا لا يعفي الأبناء من مسئولية اختيار الأصحاب الذين يجب أن يختلطوا بهم .
البيئة
وهي الحارة ، الشارع ، الحي ، الناس الذين نختلط بهم في حياتنا اليومية ، وهنا نجد انفسنا بالنسبة لجاليتنا أننا نحاول أن نعيش متقاربين بعضنا إلى بعض ، منعزلين عن معرفة ما يدور حولنا في بلد المهجر .
نصفنا يعيش راضيا عن حاله منكمشا في هذه البيئة ، لأنها درعه التي تحميه من غول المجتمع الاسترالي الذي يجهل لغته أولا ، وعاداته وتقاليده ثانيا .
والنصف الآخر يلعن اليوم الذي جاء فيه إلى هنا ويتمنى أن يعود إلى بلده لأنها هي الأصل وأم الدنيا وهي منبع الحضارة ، وهي الأرض المقدسة التي حباها الله بأنبيائه ورسله .
وبالتالي يعيش عيشة غير مستقرة ، يبذل قصارى جهده في جلب ما نشأ عليه في بيئته ، والاستماع الى كل ما يقال له عن المجتمع الجديد الذي جاء ليعيش فيه مع الأسف فأن نسبة كبيرة مما يقال له خاطئة ومبنية على نظريات وحجج واهية .
المجتمع
المجتمع هو مجموعة الناس الذين يعيشون في بلد واحد ، الذي يتجزأ الى مدن وأحياء والمجتمع الاسترالي هو مجتمع ” أنجلوساكسوني ” سواء رضينا بهذا أو لم نرض ، والتعددية الدولية موجودة هنا .
ما يشغل بالنا ، الاستقلالية العربية في النشأة والحياة .
نريد أبناءنا أن ينشأوا نشأة عربية كاملة ، وأن نبعدهم عن المجتمع العام في بيئة منحصرة في أحياء معينة نعيش ونتمركز فيها .
من هنا يأتي التمزق العقلي والفكري للولد ، لأنه يعيش في المدرسة وفي مجتمع متعدد الحضارات والثقافات والأديان أيضا .
في البيت هو في بيئة ليس بينهما أي أرتباط أو حتى اقتناع
البيت لا يعترف ولا يؤمن بالمجتمع .
قلق دائما ومتحفز دائما ، يريد أن يعوض نقص المعرفة بهذا المجتمع بالتقوقع وإطلاق الشائعات عليه وأنه مجتمع يتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا .
يحتار الطفل عندما يكبر ويبدأ الهبوط التحصيلي في المعرفة ، أي في العلم .
أعود إلى سؤالي
من المسئول ؟ أنا لا أعرف ؟
فهل تعرفون