كشف الباحث جورج كرم احد الكتاب البارزين فى الِشأن المسيحى بأن كثيريون لا يعلمون إن أبونا مكاري يونان كان قاريء ومتأمل وكاتب فى مجالي التفسير والباترولوجي (علم الآباء)، فالغالبية تربى على عظاته وترانيمه وصلواته ، فمن منا لم يحضر عظة أو كلمة روحية أو تابع اجتماعه الأسبوعي؟! لكن من منا قام بقراءة كتاب؟ خاصّة في الباترولوجي أو التفسير؟
فمن المدهش إن له أكثر من كتاب فى هذا الشأن ، من أهمّهم كتاب موسوعي(الجزء الأوّل مكون من 520 صفحة) تم نشره فى الصوم الأربعيني عام 1984 بعنوان:” الأعماق الرّوحية في القراءات الكنسيّة، الجزء الأول”
قال في مقدمته المتنيح أبونا الأسقف أنبا بيمن أسقف ملّوي:” إن الّذين يتذوّقون حلاوة الرّوح الآبائية لا يطيقون الأجواء الغريبة مهما كان بريقها، فلا يُسَرُّون بالمرتعشين، ولا يُؤخَذون بالمُتشدِّقين باختباراتهم، ولا يَكتفون بالكلمات والأحاديث والنّدوات؛ حياتهم صلاة، وقلبهم لهيب حُبّ ناريّ، وصلواتهم روح وحياة، وعبادتهم خشوع وتقوى وتذلُّل ومسكنة، وسلوكهم عِفّة ونُسكٍ واحتقار لأباطيل العالم
هذا الكتاب محاولة للتأمّل وشرح بعض هذه المقاصد الآبائية، إنّها محاولة جادّة تجمع بين إبراز الجوانب الخلاصيّة والتّطبيقات العمليّة الاجتماعيّة للحياة المعاصرة؛ وقدم جورج كرم التهنئة لأبونا مكاري يونان على الجهد الضّخم الّذي بذله كي تظهر هذه الموسوعة لعالم الطّباعة، وأُطوِّبه في إبراز التعاليم الكنسيّة بروحٍ تقوِّيَّة اختباريّة؛ حتّى لا يَظن أحد أن طابع هذه التّعاليم هو الجفاف أو الجدل والمهاترات العقائديّة…
كما أكد جورج كرم بأن من يريد أن يعرف حجم وقيمة أبونا مكاري يونان يسأل عنه أهل الصعيد، وخصوصا الذين لا يوجد بداخل بلدتهم كنيسة ، نجح ابونا مكارى يونان ان يدشن لهم ف كل بيت كنيسة، فهم ينتظرون إجتماعه الأسبوعي يسمعوه بقلوبهم قبل أى شىء أخر ، فتجد المسيحي وغير المسيحي بيذكر اسمه ب” أبونا مكاري”.
أبونا مكاري كان كاهن لكل بيت، لكل طائفة، لكل قلب، كاهن عرف يقدّم تعزية لقلوب كتير مكلومة، كاهن كارز وصوت صارخ.
أبونا مكارى نجح ببساطة حديثه إن يخلق شعب جديد للمسيح، شعب بيؤمن ويعلن إيمانه ف ترنيمة كافية وشافية: “لكن أنا مش من هنا، أنا ليّ وطن تاني”
فليبارك الرّب هذا العمل وليستخدمه الرّوح القدس لبُنيان النّفوس وليتمجّد اسمه العظيم القدوس مع أبيه الصالح والرّوح القدس في كل حين، آمين”سلامًا ونياحًا للكاهن الكارز النّاري أبونا مكاري يونان وعزاءً لكنيسة المسيح.