بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
قرأت ما كتبه الأستاذ عادل عطية ” المنقول إليكم كما هو ” وأعجبني على الرغم أن المقال في ” كلمة ونص ” . واخترت الجملة الأخيرة من المقال عنوانا لموضوعي . وأنقل لكم تعليقي أيضا .
عندما يصير الواحد: أثنين!
عادل عطية
أي إنسان ينظر إلى الحملات التكفيريّة، والتهجيريّة، والإباديّة، التي تحدث في عالمنا؛ ينتهي إلى نتيجة واحدة: ان هناك إلهين: إله خلق الإنسان، وإله خلقه الإنسان!…
التعليق : وهنا يكمن الصراع .
خلق الله آدم الذي يعتبر أول الخليقة البشرية ” الإنسان ” .
ثم أوجد له حواء ” المرأة ” لتؤنسه ويعيشان في ” الجنة ” ولكنه حذرهما الأقتراب من شجرة معرفة الخير والشر .
فلما أكلت حواء ” المرأة ” ثمرة الشجرة بعد إغراء الحية لها ، ذهبت الى آدم وقدمت له الثمرة .
من المؤكد أن آدم عندما نظر الى حواء رأي أمراة مختلفة عن حواء التي عايشها فترة لا يعرف أحد مداها .
فمد يده وأخذ الثمرة ووضعها في فمه وبدأ يأكلها .
لكنه تذكر أنها الثمرة المحرمة فلم يكمل أكلها ، خرج آدم وحواء من الجنة بعد أن رأي كل منهما نفسه عريانا فبدأ في ستر نفسيهما والله أمدهم بما يسترون به عورتيهما .
بدأت حياة جديدة لهما .. عرفا الجنس وأنجبا قايين وهابيل .
هابيل راعي غنم فقدم للرب ذبيحة مما يرعى ، وقدم قايين تقدمة من نتاج الأرض التي يزرعها ، قبل الله ذبيحة هابيل ولم يقبل تقدمة قايين .
وهنا بدأت الحياة تأخذ منحنى يختلف تماما عما كان ” آدم وحواء ” يعيشان في الجنة وأيضا ما كان يعيشان خارج الجنة قبل الأنجاب فقد أختلفت الأوضاع بعد مقتل هابيل ، وهروب قايين من أمام وجه الله وأنكر معرفته بأخيه .
لعنه الله فهرب وبدأت حياة جديدة على الأرض ، مما لا شك فيه أنه هرب مع شقيقته ” على الرغم لم تشر أية كتب سماوية بذلك ” .
أبتعد الإنسان عن الله وعاش عيشة لا يختلف فيها عن مخلوقات الله غير الآدمية ، ولم تعد عندهم مباديء أو قوانين تحكمهم غير قانون الغاب .
لا أحد يعرف المدة الزمنية التي عاشها هذا الإنسان والذي بدون شك لم يكن قايين وذريته هم فقط من عاش على الأرض بعد هروب قايين !.
لا بد وأن يكون الإنجاب قد انتشر في أماكن مختلفة من ذرية أبناء آدم وحواء . ولا بد أيضا أنهم أنتشروا كل في طريقه وأماكن جديدة بدأت الحياة فيها .
عندما بدأت الحياة على الأرض تستقر وعرف الإنسان النار واستخدمها ، وعرف تقلبات الجو وكيف يحمي نفسه منها ، وعرف فصول الزمن دون أن يعطيها أسماء .
بدأ عقله يفكر في الزراعة ورعاية الأغنام وتطويع الحيوان له ، وهنا بدأ عقله في التفكير فيما حوله ، والتفكير في الكون ” كل في المكان الذي يعيشون فيه ” .
بعضهم بدأ يفكر في الحياة والموت . هذا التفكير نشط عقولهم فبدأوا أيضا في التعمير ، وأخذ التطور العقلي يفكر في القوة التي تتحكم في هذا الكون .
البعض فكر في البقرة مثلا على أنها أم تدر للإنسان لبنا يغذيهم ولحما يطعمهم ، مازال هذا الإعتقاد حتى أيامنا هذه يؤمن بهذه النظرية .
ظل هذا الإنسان يتطور ويتعمق فيما حوله وشيد البيوت وبنى المقابر وأهتم بالتسليح للدفاع عن النفس أو لمواجهة الأعداء .
وجدنا بلدا مثل مصر أهتمت بالزراعة ، وتربية الحيوان ، وتعمير الأراضي ، وخلق نوع جديد من المدنية وأخذ يفكر في الله .
وهنا أصبح لكل مكان إله يعبدونه ، وتعددت الأله، وأصبح له أسماء وشعوب تعبده كل له إلهه الذي يعبد ، ودارت الصراعات بين تلك الأله ، فظهرت ألهة خير وعكسها ألهة شر ، وتطور الأمر بالإنسان ، عبد من عبد وحارب من يعبد غير ما يعبد .
وحتى يومنا هذا وعلى الرغم من الحضارة والمدنية وما وصل إليه الإنسان من قدرات فائقة ، حتى وصل الى القمر وهو في طريقه الى كوكب المريخ ، وعرفوا السموات وكل ما هو علمي يمكن للإنسان أن يراها عن طريق التكنولوجيا الحديثة ، ومع ذلك الحروب مازالت قائمة وتعددت الألهة وتعدد الأتباع ونسي البشر وجود إله واحد وعبدوا ألهة مختلفة هم صناعها .
وأصبحت الصراعات بين الإنسان وأخيه الإنسان يحميها إله هذه الفئة من البشر وإله يحمي الفئة الأخرى ، يقتلون ويذبحون ويهللون فرحا بانتصاراتهم وإراقة دم طفل بريء ، وأم مسكينة ، وأب لا حول له ولا قوة .
يتلقون العون والمساعدة من فئات تدعي أيضا أنها تعبد إله يختلف عن إلاههم ، وتشتعل الحروب بين الإنسان وأخيه الإنسان ، وينتشر الإلحاد ونكران وجود إله خلق الإنسان وأيضا الإله الذي خلقه الإنسان ، ونعود إلى عصور التخلف واعتبار العنف وسفك الدماء الطريق الوحيد للحياة .
صدقت أستاذ عادل عطية . إله خلق الإنسان .. وإله خلقه الإنسان .