الأربعاء , ديسمبر 25 2024
نورهان عبد الله

أن تكون مسيحى فأنت معرض للقتل والخروج من مصر

كيف حال المسيحيين في مصر هذا السؤال سيتبادر على ذهن أى شخص يحاول الإطمئنان على ذويه إن كان لك أحد خارج البلاد أو داخلها فبالتالي سيسأل هكذا ، ولكن حال الأقباط لا يسر ، منذ عهدى الرئيسين المخلوع “حسني مبارك ” ، والمعزول” محمد مرسي” ستجد أن حال الاقباط منحدر تماماً كل حقوقهم مهضومة

ستجد أيضاً انهم أكثر الديانات معرضة للإضطهاد

وبالتالي إن كنت احد متابعى الاخبار في عهد الرئيسين السابقين

ستجد أن كنائس مصر كانت معرضة للخطر خاصة التفجيرات

التي طالتها مثل تفجير كنيسة القديسين في عهد مبارك

حيث قدم باحث في الملف القبطي عدة احصائيات منها في عهد مبارك

183 قتيلاً و324 حالة طائفية والاعتداء على 103 كنيسة

أما في عهد المجلس العسكري إبان الفترة الإنتقالية 59 قتيلاً ، والاعتداء على 24 كنيسة .

ثم نذهب لعهد مرسي سنجد 11 قتيلاً والاعتداء على 7 كنائس

أما بعد 30 يونيو 18 قتيلاً ، والاعتداء على 93 كنيسة أكثر

من مرة في بعض الكنائس الاخرى ، إن كانت صحة الدراسة خطأ أو صواب

لكننا لا نستطيع أن نجزم أن الاعتداء كان واضحاً ومعلناً للجميع

مما جعل الأقباط يفكرون في الهجرة بحثاً عن الآمان أو اللجوء السياسي إلى أى دولة أخرى

تقدم لهم يد العون بعيداً عن عمليات القتل والخطف التي يتعرض لها الاقباط

خاصة الفتيات داخل الكنائس واقربهم فتاة سمالوط “المنيا” والتي عادت سالمة إلى اهلها

ويأتي هذا على عكس عهد الرئيس الحالي” عبد الفتاح السيسي”

والذي يشعر فيه الأقباط وإن جاز التعبير بالأمان

فلم نسمع عن احداث طائفية أو كنائس تم هدمها وحرقها بل سمعنا عن يوم الوحدة الوطنية

في جميع الكنائس ، سمعنا عن مطالبة البابا تواضروس بالتصبيح على مصر

سمعنا عن أخبار جيدة تبرز الوحدة الوطنية .

لم تكن هذه المشكلة التي تواجه الاقباط فقط بل ايضاً مشكلة الإضطهاد

سواء الديني والعقائدي أو الإضطهاد الشخصي ، فالاقباط يشعرون دائماً بعدم احقيتهم للعيش داخل مصر

أو البحث عن وظائف تناسبهم فما أن يسمع صاحب العمل أن المتقدم قبطي حتى يتم رفضه

ويوافق على تعيين المسلم أفضل بحجة لا اريد ذكرها الآن ،كذلك مايفعله السلفيين من فتاوي

تهدر دم الاقباط  بل وتكفيرهم بصورة بشعة .

أما على المستوى العقائدي فهناك في الديانة المسيحية مايسمى بالمعجزات والتي قرأت فيها أو بعض منها مثل معجزة السيدة العذراء أو معجزة أبونا فلتاؤس أو البابا كيرلس السادس ،أو ابونا سمعان ، ومعجزة السيد المسيح ونزول دم وزيت من أحدى صوره أو الشفاء من الجن على يد الاب مكاري يونان

وكلها طقوس دينية تخصهم فلا يهم إن كنت اؤمن بهذه المعجزات أم لأ لأنه أمر شخصي “ولكم دينكم ولى ديني ” ولكن الأمر هو أن تعطي مساحة حرية للمسيحي كى يمارس طقوسه الدينية التي يؤمن بها في عقيدته المسيحية بعيداً عن السخرية التي يتعرضون لها .

لن نتحدث عن وحدة الأقباط منذ عهد عبد الناصر الذي استدعى البابا كيرلس من أجل أن يشفي ابنته وكان يحضر افتتاح الكاتدرائية المرقسية ، وغيرها منذ أيام سعد زغلول واتحاد الهلال مع الصليب كما شهدنا ايضاً وحدة وطنية في 25  يناير 2011 والثورة العظيمة والتي لم يتخلو عنا فيها

كل هذا والاقباط معرضون للقتل في أى لحظة أو التهجير من وطنهم مصر ، فلقد طال القتل ايضاً الاقباط خارج مصر وذلك لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ، كما يحدث على يد “داعش ” في العراق ، فنسمع عن اطفال ابرياء تم حرقهم ونساء تم قتلهم لتمسكهم بالديانة المسيحية .

إن كنا حقاً نعيش تحت سقف وطن واحد على الاعلام أن يبرز هذه الوحدة الوطنية الجميلة بعيداً عن الفتن الطائفية التي تحدث ، على الاقباط أن يمارسوا طقوسهم الدينية دون خوف أو هرع وعليهم ايضاً أن يمدوا يد العون للبلد طالما أن هذا هو الشئ الذي تعودنا عليه منهم  وأن يدافعوا عن حقوقهم حتى وإن تعرضوا للقتل .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.